تقارير مصريةمقالات

حاتم عبد الحكيم يكتب : الصعيدي ممن هم الأكثر مرونة على وجه الكرة الأرضية!

هل تصدقني عندما أقول لك أن الصعيدي ممن هم الأكثر مرونة على وجه الكرة الأرضية ؟!

قد يطرأ في ذهنك ويأتي أمامك الصعيدي الذي تعرفه عن طريق الأفلام والمسلسلات المصرية ولا ننكر وجوده ولا ننكر عليه طريقته، بل هو جزء بعاداته وتقاليده، ولكن الأمر عميق ويمكنك التفكير ومتابعة شخصيته التي يتماشى بها مع أبناء بلده أصحاب اللهجات والثقافة المختلفة، ومع أبناء البلاد الأخرى وإن اختلفت اللغة يتعايش بوضعهم .. يستطيع قبول الأوضاع ومن الصعب على غيره أن يتحمل معيشته وطريقته.

وهناك شخصيات بارزة من الصعيد كانت الأكثر تأثيرا بالدولة المصرية والتاريخ :

( الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، السياسي والمفكر مكرم عبيد باشا ، الأديب والمفكر والشاعر محمود عباس العقاد ،الأديب والناقد الكبير طه حسين ، شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي والحالي : أحمد الطيب ، وأشعر شعراء العامية بمصر : عبد الرحمن الأبنودي ،والأديب والشاعر مصطفى لطفي المنفلوطي ، والناشطة النسوية هدى شعراوي ، الفريق : صفي الدين أبو شناف رئيس أركان حرب القوات المسلحة سابقاً).

الصعيدي والقاهري:

“الصعيدي” صاحب الإنتاج للقاهري، و”القاهري” هو المستهلك في الأغلب .. فتأمل الفكرة أن الصعيدي يعمل فيما يستطيع أن يحصل به على مصدر كسب جيد أو حتى بلوغه بعض مميزات الدرجات العلمية والإبداع الثقافي المكتوب عليه خارج نطاق معيشته ، فعلى الجميع عدم التهاون في نظرته لصاحب الإنتاج والفكر والمساهم بمنابر الفكر والتأثير .

وفي سياق الحديث يجب أن نذكر أن ثقافة القاهري، بل الطفل هناك، أفضل من ثقافة رجال في مناطق أخرى .

نعم، ندعو الله أن ييسر لنا الأحوال ، فعندما نقارن الخدمات والترفيهات والتسهيلات وحتى منابر الثقافة والإبداع ؛ نجد ما نجد ، وإليك صورة متحركة تصف لنا جزء من المشهد بفيلم قصير :

تركب القطار من القاهرة لتصل مناطق الصعيد ؛ تجد التزاحم، ليس هذا فحسب، بل السوق المتحرك الذي في القطار من أشخاص انعدمت لديهم طرق الكسب إلا في رحلات ليست للدَّلاَل والرفاهية .

الحمد لله على ( لع ، ولأ ) وغيرها من اللهجات ، ومهم أن نأمل بمصر من أهل الاختصاص بانتشار لغتنا الفصحى بمرونة على ألسنة الأجيال تلو الأجيال ، وكما نأمل من أهل المسئولية الاهتمام المستمر لمحافظات مصر .. والأهم لدينا هو وجود جيل يعي تنوع الثقافات، وربط العلاقات، ونظل بعقيدة النسيج الواحد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى