في صومعتي القصيّةِ تتقاطرُ حبّاتُ النَدىٰ معَ تراتيلِ الصباحِ تنقرُ علىٰ طاولتي المعتّقةِ بغبارِ ماتناثرَ من هُنا وهُناكَ تَنْسِلُ أفكاراً طينيّةً عصيّةً علىٰ التأويلِ تَفُكّ شَفَرات الوجدِ لوحاتٌ مؤطّرةٌ تحتضنُ العالمَ ستائرُ حجريّةٌ تحجبُ عنِّي الضجيجَ أعوادُ ثُقابٍ تضطرمُ علىٰ الدوامِ كراريسُ من نورٍ ونارٍ تقطعُ الطريقَ ودخانُ سجائري الذي يملأ أرجاءَ فضاءآتي المعتمةِ يرسمُ خرائطَ الضوءِ أتنفسُ من رئةِ القلم تموّجات الصريرِ تزيدُ من حرارةِ رأسي وبرودةِ أطرافي أهيمُ في فضاءآتِ الشرودِ أغرقُ في بحرٍ من جمادٍ حريقٌ عالقٌ في حنجرتي مَنْ يطفِئ السنتها الملتهبةَ !؟ مَنْ يحملُ أوتارَها أنغاماً علىٰ حبالي الصوتيّةِ !؟ ياشهقة تبعثرُني يازفرة تنشرُني احملوني علىٰ دَكّتها المنتصبةِ اقطعوا حبلَها السرّي افطموني من رضاعها بمرارةِ الحنظلِ واكتبوني سطورَ شوقٍ في مراثي الهائمينَ بِلُغةِ المَوتىٰ فوقَ المقابرِ القديمة .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ