شعرغير مصنف

الكلاب المسعورة

——

إِذَا بَـعْـضُ الْـكِـلَابِ لَـــنَـا تَـعَضُّ،

وَعَـــنْ أَنْـيَـابِـهَا رَاحَـــتْ تَــنِـضُّ.

وَلَـــمْ نَـعْـلَمْ بِــأَنَّ بِـهَـا سُـعَـارًا،

فَـقُـلْنَا: الـطَّرْفَ عَـنْهَا قَـدْ نَـغُضُّ.

وَلَـكِـنْ فِــي سَـفَاهتِها تَـمَادَتْ،

وَبــاتَـتْ لِـلْـمَـضَاجِعِ قَــدْ تَـقُـضُّ.

وَنَــعْـلَـمُ أَنَّــنَـا أَصْــحَـابُ حَـــقٍّ،

وَأَنَّ  قِــتَـالَـهَـا أَمْـــــرٌ وَفَـــــرْضٌ.

وَمَــا غَـيْرُ الْـعَصَا يُـجْدِي عِـلَاجًا،

فَـيَـطْرَى لَـحْـمُهَا وَالْـجِـلْدُ بَــضُّ.

وَإِنَّـــا الْــقَـادِرُونَ عَـلَـى عَــذَابٍ،

لِـيُـنْـهِكَ جِـسْـمَـهَا كَــدْمٌ وَرَضُّ.

نُــدَارِيـهَـا لِأَنَّــــا أَهْــــلُ جُــــودٍ،

وَلَـــوْ  ثُــرْنَـا فَـــلَا تُـؤْوِيـهَـا أَرْضُ.

نُــبَــادِرُ  بِـالْـمَـوَدَّةِ كُـــلَّ حِــيـنٍ،

فَـيَـظْـهَرُ مِـنْـهُـمُ حِـقْـدٌ وَبُـغْـضُ.

سَـكَتْنَا حَيْثُ كَانَ الصَّمْتُ حِلْمًا،

فَـقَالُوا: صَـمْتُكُمْ مَـا فِـيهِ خَفْضُ.

فَــهَـبْ أَعْـصَـابُنَا كَـانَـتْ جَـلِـيدًا،

إِذَا  مَـــا ذَابَ لَا يَـحْـوِيـهِ حَــوْضُ.

سَـيَـجْرُفُ كُــلَّ شَــيْءٍ يَـلْتَقِيهِ،

فَـكَمْ أَوْدَى بِـجَمْعِ الـنَّاسِ فَيْضُ!

كَعَمْرٍو فِي حِمَى عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ،

فَــفِـي  جِـيـنَـاتِنَا لِــلـذُّلِّ رَفْــضُ.

سَـيَهْرُبُ حِـينَهَا مَـنْ بَـاعَ وَهْمًا،

عَـلَـى الـتَّخْرِيبِ مُـنْدَفِعًا يَـحُضُّ.

يَـفِرُّ  كَـمَا الْأَرَانِـبِ فِـي الْـبَرَارِي،

وَلَا يُـنْـجِيهِ يَــوْمَ الـزَّحْـفِ رَكْـضُ.

نُــسَـايِـرُهُـمْ  وَنَــعْـقِـدُ اتِّــفَـاقًـا،

فَـيَـأْتِي بَـعْدَ عَـقْدِ الْـعَهْدِ نَـقْضُ.

رَوَيْـنَـا الْأَرْضَ صَـفْـوًا مِــنْ دِمَـانَا،

أَنَـتْـرُكُهَا وَفِــي الـشِّرْيَانِ نَـبْضُ؟

يُـقَـسِّمُهَا الْـغَـبِيُّ عَـلَـى هَـوَاهُ،

كَـمَـزْرَعَـةٍ  لَــهَـا طُــولٌ وَعَــرْضُ.

بَـنِي وَطَـنِي إِذَا مَـا الْـحِقْدُ يَرْبُو،

سَـنَـبْقَى فِــي صِــرَاعٍ لَا يُـفَضُّ.

فَـخَـضُّ الْـمَـاءِ لَا يُـعْـطِيكَ زُبْــدًا،

وَلَــوْ دَهْــرًا ضَـلَـلْتَ بِــهِ تَـخُـضُّ.

—–

عبدالناصر عليوي العبيدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى