3 يوليو: انتفاضة شعب وقرارات مصيرية في لحظة فارقة

بقلم: حميدو حامد صقر
عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية – باحث بالقانون الدولي الإنساني
في مساء الثالث من يوليو 2013، سجّل التاريخ المصري لحظة فارقة في مسيرة شعبه الحديث، لحظة لم تكن انقلابًا على الشرعية كما روّج البعض، بل كانت انتفاضة شعبية مدنية مدعومة بقوة من جيشه الوطني لإنقاذ الدولة المصرية من الانهيار المحقق.
لقد خرج الملايين في 30 يونيو 2013 مطالبين بإسقاط نظام جماعة الإخوان المسلمين، الذي أخلّ بتوازن الدولة وأقصى جميع القوى الوطنية، فكان لابد من قرارات سياسية حاسمة اتخذها الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، لإنقاذ الوطن.
أهم القرارات السياسية في 3 يوليو 2013
1. تعطيل العمل بدستور 2012 مؤقتًا:
تم الإعلان عن وقف العمل بالدستور الذي أُقر في عهد الإخوان، والذي شُوّه بمضامين إقصائية، وأُسندت رئاسة الدولة مؤقتًا إلى المستشار عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية العليا.
2. إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة:
في إطار خارطة الطريق، تم تحديد إجراءات واضحة لتأسيس شرعية جديدة تستند إلى الإرادة الشعبية، وليس إلى صناديق الاقتراع المنفصلة عن إرادة الناس.
3. تشكيل حكومة كفاءات وطنية:
بعيدًا عن المحاباه الحزبية والطائفية، تم تكليف حكومة مؤقتة قادها الدكتور حازم الببلاوي، ضمت عددًا من الشخصيات العامة المستقلة لتسيير شؤون البلاد.
4. البدء في تعديل الدستور:
شُكلت لجنة من خبراء القانون والقضاء والدستور لتعديل الدستور المعطل بما يتلاءم مع مبادئ الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.
تبعات هذا الحدث على مصر
1. استعادة الدولة لهيبتها ومؤسساتها
ما بعد 3 يوليو شهدت مصر عملية استعادة لمؤسساتها التي كانت على وشك الانهيار؛ الشرطة عادت إلى الشارع، الجيش واصل تأمين البلاد، وتم القضاء على أخطر بؤر العنف المسلح في سيناء وغيرها.
2. العبور من الفوضى إلى الاستقرار
خرجت مصر من فوضى ما يُسمى “الربيع العربي” إلى حالة من الاستقرار السياسي والأمني، رغم التحديات، وبدأت خطوات البناء الحقيقي عبر مشاريع قومية وتنموية.
3. استقلال القرار الوطني
اتسمت المرحلة التي أعقبت 3 يوليو بتوجه مصري مستقل في السياسة الخارجية، ورفض التدخلات الإقليمية والدولية التي كانت تمارسها أطراف عدة أثناء حكم الإخوان، خاصة تركيا وقطر.
4. العبور إلى الجمهورية الجديدة
انطلقت الدولة نحو “الجمهورية الجديدة”، عبر بناء مؤسسات حديثة، وتوسيع قاعدة العدالة الاجتماعية، ودفع عجلة التنمية في العاصمة الإدارية الجديدة ومشروعات الطرق والإسكان والطاقة.
5. مواجهة حرب الشائعات والإرهاب
دفعت مصر ثمنًا غاليًا من دماء أبنائها في مواجهة الجماعات الإرهابية التي خرجت من رحم تنظيم الإخوان، لكن صمود الدولة ومؤسساتها الأمنية أفشل كل مخططات التقسيم والفوضى.
خاتمة
لم يكن 3 يوليو 2013 مجرد لحظة سياسية، بل كان إرادة أمة قررت أن تحيا بكرامة في ظل دولة قوية وعادلة.
لقد سجّل التاريخ أن الشعب المصري، بدعمه لقواته المسلحة، أنقذ بلاده من مصير مجهول، ومهد الطريق لمرحلة جديدة من البناء السياسي والاقتصادي، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي حمل على عاتقه مسؤولية تثبيت أركان الدولة واستعادة الثقة بين المواطن والوطن.
عاشت مصر حرة أبيه ..