اسلاميات وعقائدمقالات

فضائل شهر رمضان المبارك 

بقلم : هدي الفريطيس

 

…..قال تعالى(بسم الله الرحمن الرحيم ) {شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه..} (البقرة،185)

كما فاضل الله بين الأشياء وميزها،فقد جعل المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف والمسجد الأقصى المبارك من أفضل الأماكن على الارض، وجعل كتابه القرآن الكريم من أفضل الكتب المنزلة،وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفضل أنبيائه لابل من أفضل عباده فقد جعل شهر رمضان المبارك من أفضل الشهور وفيه ليلة هى خير من ألف ليلة ميزها الله ورفع قدرها بنزول القرآن الكريم فيها ولذا فقد عظم الاجر فيها حتى صار كاجر بضع وثمانون سنة..

وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “شهررجب شهر امتي وفضله على الشهور كفضل أمتي على سائر الأمم، وشعبان شهري وفضله على بقية الشهور كفضلي على سائر الأنبياء، وفضل شهر رمضان المبارك على بقية الشهوركفضل الله على سائر خلقه ”

وليس الصيام جديدا على البشرية فقد فرضه الله على الأمم السابقة فقال جل وعلا(ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )البقرة 183..

غير أن ااختص امة محمد بفضائل لهذا الشهر دون سائر الأمم..

فإذا كانت الحسنات بعشر امثالها وتضاعف لسبعمئة ضعف فالصيام قد حجب أجره لعظمه،فقد قال الله تعالى بحديث قدسي(كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به )

وقد قال الله مباهيا بعبده الصائم لملائكته “انظروا لعبدي ترك طعامه وشرابه طاعة لي،اشهدو ا اني غفرت لعبدي ما تقدم من ذنبه”

وليكون الصيام صحيحا فعلى المرء حفظ لسانه ويده وجوارحه من كل سوء وعدم الخوض بالغيبة والنميمة وتجنب الغضب والشتم والسباب.وينظف قلبه من الحسد والغل ليتقبل الله صيامه

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر اصحابه بقدوم شهر رمضان فيقول “قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك قد افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب الجحيم، وتصفد فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر،..شهر فرض الله صيامه وجعل قيام ليله تطوعا، فمن تطوع فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وهو شهر المواساة، وشهر يزاد فيه رزق المؤمن، من فطر فيه صائما كان له عتق رقبة ومغفرة لذنوبه، وهو شهر أوله رحمة،واوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار”

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم اكثر ما يكون جودا وكرما بهذا الشهر وهوالكريم الجوادكالريح المرسلة، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يكثرون من الصدقات وينفقون الزكاة بشهر رمضان المبارك..

قال صلى الله عليه وسلم(( أعطيت امتي فى شهر رمضان خمس خصال لم تعط لأمة قبلها…خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون فيه إلى ماكانوا يخلصون فى غيره، ويزين الله جنته كل يوم ويقول لها:يوشك عبادي الصالحون أن تلقى عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك.. ويغفر لهم فى آخر ليلة))

فالجنة تتهيأ وتتزين للصائمين، وتغلق دونهم أبواب الجحيم، وتصفد الشياطين، وينادي الله فى كل ليلة فى رمضان عباده القائمين فيقول هل من مستغفر فأغفر له؟..هل من سائل فأعطيه؟ هل من تائب فاتوب عليه؟…ثم ينادي من يقرض الملى غير العدوم فى الوفى غير الظلوم؟”

وان لله تعالى فى كل يوم عندالإفطار ألف ألف عتيق من النار كلهم استوجبوا العذاب،فإذا كان يوم الجمعة وليلة الجمعة أعتق فى كل ساعة ألف ألف عتيق من النار، فإذا كان أخر يوم من رمضان أعتق الله فيه بعدد ما أعتق من أول الشهر إلى أخره )

 

وقدكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقيم ليالى رمضان بالصلاة ومعه نفر من المؤمنين، حتى كانت ليلة لم يخرج اليهم، وقال لهم “انه لم يخف علي امركم البارحة ولكنى خشيت أن يعزم عليكم صلاة الليل فتعجزوا عن ذلك،”

وقدصلى ابى بن كعب بالمؤمنين بزمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه صلاة التراويح ولم ينكر احد من الصحابة ذلك رضوان الله عليهم جميعا..وقد سئل عن ذلك فقال((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول 《ان لله تعالى حول العرش موضعا يسمى حظيرة القدس وهو من النور، فيه من الملائكة ما لا يحصى عددهم إلا الله سبحانه،يعبدون الله عز وجل لا يفترون ساعة،فاءذا كان شهر رمضان المبارك استأذنوا الله ان ينزلوا إلى الارفيصلون مع بنى أدم ،فينزلون كل ليلة إلى الارض فكل من مسهم او مسوه سعد سعادة لايشقى بعدها ابدا))

وفيه ليلة القدر العظيمة القدر وقد قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم((اذا كانت ليلة القدر يأمر الله جبريل فيهبط فى كبكبة من الملائكة إلى الأرض ومعه لواء أخضر فيركزه على الكعبة، وله ستمائة جناح منها جناحان لا ينشرهما الا فى ليلة القدر، فينشرهما تلك الليلة فيجاوزان المشرق والمغرب، ويبعث جبريل الملائكة إلى هذه الأمة فيسلمون على كل قائم موصل وقاعد ذاكر، ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر..

تسأل الملائكة جبريل ما صنع الله فى حوائج المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيقول ” ان الله نظر اليهم وعفا عنهم وغفر لهم الا اربعة، فقالوا ومن هم؟…

قال مدمن خمر، وعاق لوالديه، وقاطع رحم، ومشاحن،..قيل ومن المشاحن؟قال هو المصارم اى المقاطع الذي لا يكلم الله فوق ثلاث…

وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم((الصوم جنة،وللصائم فرحتان،فرحة عند افطاره،وفرحة عند لقاء ربه،يوم القيامة)).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى