مختارات

من يتوّجُ هذا الليل سوى قمر

سليمان يوسف 

 

من يتوّجُ هذا الليل سوى قمر يضيء

يتربع على عرش عتمته مثل سلطان،

على كرسي من الرخام

تلكَ الريح الواعدة، لم تأتِ بعدُ

كأن مزاجها في السفر_تركَ الطريق؟

حينَ تجيء الصباحات تحملُ ضبابها

الجميلْ

تحلقُ طيور السنونو بكامل أناقتها

تلعب في الهواء مثل بهلوان قديمْ

كأنها تعلن طقس العشق باكراً

وتصرخُ في وجه الشتاء،

أن يرحل في البعيد ْ؟.

تقول لي وردة الفجر:

السلام لايأتي طوع أوامرنا

السلام يودّ السكن معنا

وأن ننام في سرير أحلامه

نشربُ قهوة الصباح على شرفته

نزرعُ لن حبقَ العشق الجميل

نسامره في طقس صحبتنا

ثمّ نطلقه في براري الظباء؟

من سرقَ ذلك المنديل الأحمر

عنْ كتفيها…

ماعدنا نسمعُ صرخة الصهيل

من تلك السهول؟

وتلكُ المواويل انكسر خاطرها

في رجع الصدى..

وأنتِ سيدتي..

ماعادَ يجدي التوسل في الكلام

كما القبلة في العتم حين لاترى

الشفاه…..

كما الهمسة حين لاتَسْمَعُ همسا؟

وأنا كيف لي_أنْ أعرف َجنون وقتي

وزمني هارب مثلَ رمل السراب،

مثل ريش النسور في القتالْ؟.

أيها القليلُ من الماء في نهر غوايتي

أعْبُرْ يباسَ قلبي بثلج دفئكَ

وكنْ حذرا في الدفق قليلا

لم يعرف الفراش مساركَ الجديدْ

والقمر مازال ينتظر العبور

وأنا سيدتي…….

عبرتني رائحة البخور

ومرَّ عطركِ يسألني..

أما زلتَ تحبني..

فَسَرَتْ رعشةُ

قتلتْ مدار صمتي……..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى