عزت الشنيطي
إن من أعظم نعم الله تعالى علينا أن وهبنا مواسم للخيرات ، أجر العمل والثواب فيها يفوق العمل فى غير ها ، وبما أننا نعيش هذه الأيام أياماً عظيمةً ، ففى العشر من ذى الحجة الخير الكثير ، فلقد أقسم الله تعالى بها لعظمتها وسمو شأنها فقال تعالى: (وَالفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْر).
وقد قيل فى كتب التفسير المقصود عشر ذى الحجة.
ورد في فضل العشر الأوائل من ذي الحجة حديث رواه البخاري يقول صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام”، يعني العشر الأوائل من ذي الحجة قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال:” ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بماله ونفسه ثم لم يرجع من ذلك بشيء”، وحديث رواه الترمذي، وقال عنه: غريب، وفيه كلام:” صيام يوم يعدل صيام سنة، والعمل يضاعف بسبعمائة ضعف” وحديث قال فيه أنس: كان يقال في أيام العشر بكل يوم ألف يوم، ويوم عَرفة بعشرة آلاف يوم. وكلام قاله الأوزاعي ـ كما رواه البيهقي ـ: بلغني أن العمل في اليوم كقدر غزوة في سبيل الله، يُصام نهارها ويُحرس ليلها، إلا أن يختصَّ امرؤ بشهادة.
هذا ويستحب صيام يوم عرفة على وجه التأكيد لغير الحجاج ، أما الحجاج فلايستحب. صيام هذا اليوم روى الإمام مسلم في “صحيحه” عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، إنه ليدني، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء).
وعند أحمد في “مسنده” وابن حبان في “صحيحه”، والحاكم في “مستدركه” من حديث أبي هريرة مرفوعاً: (إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثاً غبراً).
وروى ابن خزيمة وابن حبان والبزار وأبو يعلى والبيهقي عن جابر رضي الله عنه، مرفوعاً أيضاً: (ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينـزل الله تعالى إلى سماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثاً غبراً ضاجِّين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عقابي، فلم يُرَ يوماً أكثر عتقاً من النار، من يوم عرفة).
فحرى بنا أن نغتنم مواسم الخير فى التقرب إلى الله تعالى بعمل الطاعات واجتناب المحرمات، فهذه فرصة عظيمة يجب أن نغتنمها .
أود أن أشير إلى أن المركز الإسلامى بفيينا وبالتعاون مع هيئة الإغاثة الإسلامية يتلقيان ثمن الأضاحى وحتى أيام التشريق ، والأفضل الإسراع فى دفعها قبل العيد حتى تصل إلى مستحقيها لإدخال السرور على قلوب المحتاجين فى مثل هذه الأيام المباركة.
كما أود أن نبشركم أن صلاة عيد الأضحى الأولى ستقام فى تمام السادسة والنصف باللغة العربية ، أما فى تمام الساعة الثامنة ستقام الصلاة الثانية باللغة الألمانية .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله . الله أكبر ولله الحمد.
تقبل الله طاعاتكم وصالح أعمالكم ، وكل عام وحضراتكم بخير .
