للمرايا وجوهٌ مِنْ حَجَر
في حقيبتي المنسيّةِ ادّخَرْتُ صحائفَ من بياضِ أيّامي وشمعةً سوداءَ ملتهبةَ الأطرافِ مساراتٌ من نورٍ ونارٍ ، في هذا الدربِ الموحشِ ألقيتُ خُطايَ هوَ صوتٌ مختنقٌ يحيا في أعماقي ثمةَ قبرٍ طويلٍ يحلمُ بالشمسِ أحرفٌ صامتةٌ أطلقُها للريحِ لتهدأَ أطلقُها كي لا تصدأ أرمّمُ بها شَظايا من وجهي الحجري مَنْ دفعَ هذا الصريمَ ليسافرَ مع الصَبا !؟ مَنْ أطلقَ ذراته روحاً ونداءً !؟ مَنْ فَجّرَ أعماقَ الصمتِ الحاملِ سرّ الإيحاء !؟
هلْ هذا وعاءٌ أبهمُ أم شُرُفاتٌ صلّى في محرابها ألفُ صباحٍ ومساءٍ !؟
للجبال القصيّةِ وُكُناتٌ لا تعشّشُ بها الكلماتُ الباردةُ للدفءِ حناجرُ خافتةٌ تلتقطُها الأمواجُ الصوتيّةُ وللمرايا وجوهٌ من حجرٍ وحشٌ خاملٌ تجذبُهُ طرائدُ الصقيعِ عصفورٌ نائمٌ يوقظُهُ خيطُ الشمسِ قدْ يَتَمطّى ليلٌ مأسورٌ ويكبرُ جرحٌ مغمورٌ لكنّي أعلمُ أنّي لا أبقى مأخوذاً بلُهابي أو مقطوعَ الجذرِ عن نبعِ أيامي الصَدِيّات .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ