شعرمختارات

أشكوك للحبّ!

الشاعر عبد الكريم سيفو سورية

كانت تمــرّ على جرحي فتُبرِئُـــهُ

ما بالها قد غدتْ للجرح تنكؤهُ ؟

أضعت قلبي على أعتاب فاتنـــةٍ

حتى غدوتُ ســـجيناً , لا تبرِّئُـــهُ

كأنني , وريـاح الشـــــوق تنثرني

أذوب شــوقاً , وحبّي ليس تقرؤهُ

ما بارح الطيف عيني لو غفتْ أبداً

أراه في الحُلْم يأتي ,كيف أدرؤهُ ؟

يا حاديَ العيس غنِّ الآن في شـجنٍ

فذاك حزني مع الأحباب أبـــدؤهُ

إني كعيســكَ صبراً , ظامئٌ , تعِبٌ

وهذه البِيــــــد تبكي لو تهجِّئُـــهُ

كتمتُ حزني,وما في الليل ينهشني

كأنّ قلبيَ كل الحــــزن يمـــــلؤهُ

أصارع الوَلَــهَ المخبوء في كبدي

وليتني اسْـطعْتُ في يومٍ أخبّئُـهُ

حتى المرايا تشي بالسّـرّ , تفضحني

وعطرُها بقميصي , كيف أُخطئُهُ ؟

وأين أهرب ؟ والذكرى تحاصرني

والحبّ عاتٍ , وهذا القلب مرفؤهُ

يا قِبلة الروح, ما لي عن هواكِ غِنىً

ومن سـواكِ ـ إذا أشتاق ــ ملجؤهُ ؟

من يستطيع سوى عينيكِ يقتلني؟

يا ويح روحي ,فهل عيناكِ ترجِئُـهُ ؟

وكيف أظمـأ , والأنهـــار تعبرني ؟

لكنّه القلب , بُعدٌ عنكِ يُظمئُـــــهُ

نارٌ تشــــــبّ بأضـــلاعي , أكابدها

فأين أنتِ ؟ ومنْ للجمر يُطفِئُـهُ ؟

يجنّ شِـعري , كأنّ الوحْيَ خاصمهُ

لا غير وجهِكِ في الدّنيا يُهدِّئُـــهُ

أشــكوكِ للحبِّ ـ لا لله ــ ســيّدتي

لو يسأل الآن : من تشكو ؟ ســـأُنبِئُهُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى