“نوبل للآداب”: الفرنسي ميشال ويلبيك والبريطاني سلمان رشدي بين المرشحين
تترقب الأوساط الأدبية اسم الفائز الخميس 10/06 بجائزة نوبل الآداب هذه السنة، لمعرفة هل سيكون أحد الكتّاب الكبار، أم اسماً يشكّل اكتشافاً، ولا يستبعد البعض مفاجأة من المنظمين الميّالين إلى إبراز المؤلفين المغمورين.
فبمنحها الجائزة في العامين الأخيرين للشاعرة الأميركية لويز غلوك وللروائي البريطاني من أصل تنزاني عبد الرزاق قرنح، اختارت الأكاديمية السويدية المسؤولة عن الجائزة الأدبية الأشهر إبراز مؤلفين لم تُترجَم مؤلفاتهم كثيراً وغير معروفين حتى لدى دوائر قطاع النشر. وتقرّ رئيسة قسم الأدب في الإذاعة الوطنية السويدية لينا كالمتيغ بأن توقع اسم الفائز بالجائزة “بات أكثر صعوبة” بعد نتيجة العام الفائت، وروت كيف عمّت المفاجأة الاستوديو عند الإعلان عن فوز قرنح.
أما رئيس القسم الثقافي في صحيفة “داغينز نيهتر” السويدية بيورن فيمان فيقول “أعتقد أن ثمة رغبة في اسم معروف أكثر هذه السنة نظراً إلى مفاجأة العام الفائت”. والأكاديمية اليوم في طور التعافي من أزمة طويلة بعد فضيحة تندرج إطار موجة #مي_تو شهدتها عام 2018 والضجة التي أثارها في العام التالي منح جائزة نوبل للكاتب النمساوي بيتر هاندكه الذي اتخذ مواقف مؤيدة للرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش.
ويلاحظ بيورن فيمان في تصريح لوكالة فرانس برس أن “الاكاديمية باتت مهتمة بصورتها في ما يتعلق بالتنوع وتمثيل الجنسين بطريقة مختلفة تماماً عما كانت عليه قبل فضيحة 2017-2018”. ويضيف “لقد انضم إليها أشخاص جدد كثر لديهم آفاق أخرى ومراجع أخرى”. كذلك استحدثت الأكاديمية عام 2020 مجموعة خارجية جديدة من الخبراء في مناطق لغوية مختلفة بعدما تعرضت للانتقاد لافتقارها إلى التنوع في اختيار الفائزين.
ومنذ الهزة التي أحدثتها فضيحة الفرنسي جان-كلود ارنو، زوج عضو الأكاديمية الشاعرة كاتارينا فروستنسون، والاضطرار إلى تأجيل الإعلان عن جائزة 2018 لمدة سنة، فازت بالجائزة سيدتان هما البولندية أولغا توكارتشوك، ثم الأميركية لويز غلوك، فيما حصل عليها رجل واحد. وتشكّل هذه الغلبة النسائية في الأعوام الثلاثة الأخيرة مدعاة تفاؤل للمؤلفات المُتداوَلَة أسماؤهن كمؤهلات للفوز، ومنهنّ الأميركية جويس كارول أوتس والفرنسيتان آني إرنو وماريز كوندي، والكندية مارغريت أتوود.
وحصلت 16 امرأة على الجائزة الأدبية المرموقة منذ تأسيسها، كانت أولاهنّ الكاتبة السويدية سلمى لاغيرلوف عام 1909. ومن بين المحتمل منحهنّ الجائزة أيضاً الروسية لودميلا أوليتسكايا التي سيكون فوزها، لو حصل فعلاً، بمثابة رسالة مناهضة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
مراهنات على ويلبيك
ويرى فيمان أن من شأن منح أوليتسكايا الجائزة “أن يجعل الناس يتفاعلون”، إذ يسلّط الضوء على معارضة المؤلفة للكرملين، وعلى الثقافة الروسية في خضم الحرب في أوكرانيا. ويشدد على أن “هذا النوع من الجدل الفكري حول جائزة نوبل مطلوب ومرغوب”. وعلى مواقع المراهنات، تبدو كفّة الفرنسي ميشال ويلبيك المرجّحة، وهو يتقدم على الشاعرة الكندية آن كارسون أو سلمان رشدي الذي نجا من محاولة قتل في آب/أغسطس.
ولم تشجب الأكاديمية إلا في العام 2016 الفتوى التي استهدفت مؤلّف “آيات شيطانية” الكاتب البريطاني سلمان رشدي، من منطلق حرصها على الحياد، مما أثار استياء عدد من أعضائها. ومن الأسماء المتداولة دائماً أيضاً الكيني نغوغي وا ثيونغو والمجري لازلو كراسزناوركي والأميركيان توماس بينشون ودون ديليلو. ويقول الناقد الأدبي في “داغينز نيهتر” يوناس ثينتي “روايات ما بعد الحداثة الأميركية لم تحصل على أي جائزة حتى الآن”.
ومن المرشحين الآخرين، النروجيان جون فوس وكارل أوف كناوسغارد اللذان قد يعيد فوز أي منهما، إذا حصل، نوبل إلى مهدها الاسكندينافي، بعد أكثر من عشر سنوات على منح جائزة الأدب للسويدي توماس ترانسترومر. أما الناقدة الأدبية في صحيفة “غوتبورغز-بوستن” ماريا هيمنا رامنيهيل فتفضّل فوز الفرنسي المغربي طاهر بن جلون أو الكرواتية دوبرافكا أوغريسيتش. وتشرح قائلة “أعتقد أن لكليهما، ولو بطريقة مختلفة، مؤلفات تتناول عن الهويات”. وتضيف “يتحدثان عن هويتيهما بطريقة معقدة ويسلطان الضوء على واقع متشابك يصعب فهمه