مختاراتمنوعات

مرض قتل آلاف الجنود البريطانيين.. وأنقذ نابليون

 

أثناء حملاته العسكرية، واجه نابليون بونابرت بأكثر من مناسبة الأوبئة والأمراض التي أجهزت على عدد كبير من قواته. فأثناء حملته العسكرية على مصر، واجه جيش نابليون بونابرت الطاعون الذي أسفر عن سقوط العديد من الضحايا بصفوفه. وخلال الحملة العسكرية على روسيا عام 1812، واجه جيش نابليون بونابرت العديد من الأمراض، كالتيفوس، التي لعبت دوراً هاماً في الهزيمة ضد روسيا.

إلى ذلك، لم تقف الأمراض دائماً بوجه نابليون بونابرت. فخلال العام 1809، فشلت حملة بريطانية كبيرة ضد فرنسا، عند منطقة فالشيرين (Walcheren) بهولندا حاليا، بسبب الملاريا.

حملة بريطانية

يوم 29 يوليو 1809، أعلن العسكريون الفرنسيون المتمركزون بمنطقة فالشيرين، التابعة لمدينة فليسنجن (Vlissingen) بمقاطعة زيلند الهولندية حالياً، عن مشاهدتهم للعديد من القطع البحرية البريطانية. وبتلك الفترة، تكونت القوة البحرية البريطانية المتواجدة قرب فالشيرين مما يزيد عن 140 سفينة حربية تواجد على متنها عشرات آلاف الجنود الذين استعدوا لإجراء إنزال بالمنطقة.

وفي الأثناء، اتجه البريطانيون لإجراء إنزال بالمنطقة لهدفين أساسيين تمثل أولهما في السيطرة على القاعدة البحرية الفرنسية بأنتويرب (Antwerp) بينما تمثل ثانيهما في فتح جبهة جديدة ضد الفرنسيين بهدف مساعدة النمساويين الذين خسروا قبل أسابيع بمعركة فاغرام (Wagram) ضد جيوش نابليون بونابرت.

وأمام هذا الوضع، حاول الجنرال الفرنسي مونيه (Monnet) التصدي للبريطانيين الذين استعدوا لإنزال ما يقارب 20 ألف عسكري بفالشيرين. وما بين يومي 3 و8 أغسطس 1809، أعد البريطانيون مواقع سفنهم قرب فليسنجن، وضواحيها، واستعدوا لمحاصرتها وقصفها وسط غياب شبه تام لقوات الجنرال الفرنسي مونيه التي راقبت الوضع دون أن تحرك ساكناً.

ويوم 13 أغسطس 1809، باشر البريطانيون بقصف المنطقة بشكل مكثف. وتحت وطأة عمليات القصف، وافق الفرنسيون على الاستسلام يوم 15 من الشهر نفسه.

عقب دخولهم لفالشيرين، واجه البريطانيون العديد من الخسائر البشرية بسبب الأمراض المنتشرة بالمنطقة. فمنذ عقود، حظيت فالشيرين بسمعة سيئة بسبب انتشار الأمراض والأوبئة بها. وما بين وصول البريطانيين للمنطقة أواخر يوليو 1809 وقدوم الشتاء، شهدت فالشيرين درجات حرارة مرتفعة ساهمت في تكاثر البعوض الذين نقل بدوره مرض الملاريا للجنود البريطانيين. وأمام هذا الوضع، انهار الآلاف من العسكريين البريطانيين بسبب المرض واضطروا لمغادرة مواقع القتال.

من جهة ثانية، عجز الأطباء البريطانيون عن معالجة الجنود المرضى بسبب عدم قدرتهم على تحديد مصدر المرض وتأخر التقنيات الطبية بتلك الفترة. وبإجراء عديم الجدوى، ألقى الأطباء البريطانيون اللوم على الهواء الملوث واتجهوا لإبعاد المرضى من المنطقة.

يوم 9 ديسمبر 1809، اتجهت بريطانيا لسحب قواتها من المنطقة والعودة أدراجها عقب فشل هذه العملية العسكرية التي قدرت تكلفتها بحوالي 10 ملايين جنيه إسترليني. وخلال هذه العملية العسكرية التي استمرت لأشهر، قتل 106 عسكري بريطاني أثناء المعارك. وفي المقابل، توفي 4 آلاف جندي بريطاني بسبب الملاريا بينما اضطر 12 ألفا آخرون لإنهاء خدماتهم بالجيش عقب إصابتهم بهذا المرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى