مختاراتمقالات

الدكتور سعيد شحاتة يكتب / عن تربية النفس نتكلم 

لما كان لتربية النفس اهمية قصوي عند الله جعلها مهمة النبي ص فقال سبحانه (هو الدي بعث في الاميين رسولا منهم ….. مبين )ولدلك يولدالإنسان ويترعرع وله شهوات قد تكون جامحة، وله طباع ربما تكون قاسية، وربما تطبع بعادات قومه عادات سيئة أو سلوكيات غير لائقة.. ولا يقوم فيك الدين ما دامت لك نفس غيرسوية ؛ فكان لا بد من التزكية

وأمر التزكية في الاية{ونفس وماسواها…. الي. قد افلح من زكاها} التي ذكرت المقصد من أهمية مرحلة تطهير النفس في بناء الشخصية الاسلامية، فالمسلم بلا تزكية ولا تربية هو انسان غير سوي، يدفعه سلوكه إلى الكبر والفخر والتعالي والسيطرة وربما اعتلي منصبا فأفسد فسادا عريضا.

من اخذ الرشوة وميل ميزان الحق بمحاباة اشخاصا ليسوا علي مستوي المسئولية بمجرد الاعجاب او الوساطة اوصلة القرابة ففسد وافسد

 

فمعنى التزكيةكما قال الشيخ الغزالي رحمه الله: التزكية يعني التربية، وكل أمة لا تربى لا خير فيها.

 

والتزكية في اللغة: مصدر: زكّى يزكي زكاة وهو الطهارة قال تعالى : “قد أفلح من تزكي”.

 

أو هي مصدر: زكي يزكو زكاء وزكاة، وهو الزيادة والنماء. ومنه قول سيدنا علي: “والعلم يزكو بالإنفاق” أي يزيد

والتربية هي القيام علي الانسان المعني بالتربية حتى يصعد الي درجات الكمال ويسارع الي رضا مولاه يزدان باخلاقيات الانبياء والاولياء والراسخين في الايمان . وفي قوله تعالى “الحمد لله رب العالمين” .. أي الذي يربيهم بنعمه، ويحوطهم بعنايته، ويصحح سلوكياتهم برعايته.

وأما في الاصطلاح: فالتزكية (كما يقول الامام الغزالي) هي تكميل النفس الإنسانية بقمع أهوائها وإطلاق خصائصها العليا.

 

قال ابن كثير في معنى قوله تعالى “قد أفلح من زكاها”: من زكاها بطاعة الله ، وطهرها من الرذائل والأخلاق الدنيئة.

فالتزكية تطهير للنفس من أدرانها وسفل وانحطاط طبيعتها جريا وراء نزواتها، ومحاولة محو قبائحها ومساوئها، وطبعها علي محاسن ومكارم الأخلاق.

تقوم التزكيةعلى أمرين: تخلية وتحلية:

 

فالتخلية للنفس تنزيههاعن الذنوب والمعاصي والاثام والقبائح والتحلية تحليتها بالمكرمات وتحسين الأخلاق الكريمة والعادات الطيبة حتى تبلغ بها الي درجةالنفس المطمئنة كما قال الحق {ياايتها النفس المطمئنة

ــــــ الي جنتي }أشار الغزالي إلى ذلك بقوله: “جوهر عملية التزكية:الارتقاء بالنفس درجة درجة، من السيئ إلى الحسن ثم ترقيها في مراتب الحسن والصفاء حتى تبلغ أعلى المستويات الإنسانية وأسماها، فتتحول من نفس أمارة بالسوء أو لوامة إلى نفس مطمئنة راضية عن ذاتها مرضية عند مولاها وربها وللحديث بقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى