رئيس التحريرمقالات

بدون تشنجات .. صلاح بين مطرقة الكارهين وسندان المحبين

مغادرة صلاح الأعظم إلى إنجلترا

بقلم رئيس التحرير بهجت العبيدي

لا أخفي على القراء الأعزاء صدمتي بمجرد قراءة قرار مغادرة صلاح إلى مدينة ليفربول لتلقي العلاج من الإصابة التي وقعت له في الشوط الأول من مباراة مصر وغانا.

رفضت رفضا قاطعا فكرة أن يترك صلاح معسكر المنتخب فهو قائد الفريق!.

وطبعا دخلت على مواقع التواصل الاجتماعي فوجدت هياجا وهيجانا وتهييجا وفورانا من الغالبية الساحقة من جماهير المنتخب المصري والغالبية من هذه الغالبية تذهب في أن صلاح تخلى عن منتخب بلاده وخان الدور الذي يجب أن يكون عليه قائد الكتيبة المصرية في كوت ديفوار الساعية للنصر في المعركة الكروية الدائرة هناك.

وقدرتُ هذه المشاعر التي وجدت فيها – بعد تأمل – عدم انضباط وانفعال مضطرب نتيجة لحب منتخب مصر والدولة المصرية، هذا من هؤلاء غير المتربصين والذين مشاعرهم مُقَدَّرة ومُتَفَهَّمة، ولكن وجدنا نوعا آخر مُتَطاوِلا ويتعدى حدود الغضب والحزن المشروع إلى الاتهام بالخيانة والتجريح في أعظم لاعب في تاريخ مصر والعرب وأفريقيا، وهذه الفئة هي التي تقوم بالتهييج على صلاح، وأزعم أن غالبيتهم هم من يقومون بالتهييج والتثوير على الدولة المصرية في كل فرصة تسنح لهم.

وبهدوء لا يناسب هؤلاء المتعصبين في كُره صلاح نطرح ونسأل: ماذا كان موقف هؤلاء الذين يملؤون الدنيا صراخا وعويلا حينما خرج صلاح من الملعب في مباراة غانا؟! والإجابة ليست خافية على أحد فلقد زعموا أنه يمثل ويهرب من المباراة، فإذا بالجميع يؤكد إصابة صلاح، هنا بلعوا ألسنتهم ولكنهم لم يعدموا وسيلة للنيل من صلاح، واستمروا في هجومهم. ونستمر نحن في توجيه الأسئلة لهؤلاء: ماذا يكون اختيارك لو أصبت أو أصيب أحد أبنائك، وأمامك خياران: الأول العلاج والتطبيب في كوت ديفوار والثاني العلاج والاستشفاء في أوروبا؟!. ونحن لن نصدقهم إن اختاروا الأولى فهذا الاختيار إن تم فهو عندنا لا يعدو إن يكون استمرارا لغيهم وفقدانهم للعقل، وربما يرى البعض أن غلق الحوار بهذه الأسئلة والإجابات المتوقعة مع هذه الفئة فيه نوع من القصور في المناقشة، ونحن نتفق مع من يوجهون لنا هذا النقد، ولكننا سنتناول بقية الاعتراضات والافتراضات مع هؤلاء الذين لا يحملون في قلوبهم ضغينة من صلاح.

الفئة الثانية التي تعشق منتخب بلادها وتحب صلاح وأصابها حزن من سفر صلاح إلى مدينة ليفربول لتلقي العلاج، هؤلاء نقول لهم متسائلين: أيهما أفضل أن ينتظر صلاح مع المنتخب باعتباره القائد أم أن يترك معسكر المنتخب ليتم علاجه في إنجلترا؟!. هنا ستنقسم هذه الفئة إلى فريقين: أحدهما يرى ضرورة بقاء صلاح للقيام بدوره في تحفيز اللاعبين وحثهم على الفوز وهؤلاء لهم ولرأيهم عظيم التقدير، ففي رؤيتهم عشق لمنتخب بلدهم، وفريق آخر يرى أن في سفر صلاح فرصة أكثر لتمام علاجه والاستفادة به في المباريات الأكثر صعوبة في الأدوار التالية لو قُدِّر لمنتخب مصر التأهل والاستمرار في البطولة وهؤلاء يُنَحُّون العاطفة جانبا ويناقشون الأمور بموضوعية مطلقة، فإصابة قائد أي فريق ومغادرته للمعسكر واردة مئة في المئة، وهذا لا يمكن أن يقلل بحال من الأحوال من مكانة هذا القائد أو وطنيته، أما أن يكون هناك نسبة من عدة احتمالات لأن يلحق لاعب بحجم صلاح مباريات هامة لمنتخب بلاده ولا يتم وضع ذلك في الحسبان فهو الخطأ عينه والقصور في الفهم ذاته.

وعلى كل حال فنحن لا نشكك مطلقا في صدق نوايا وإخلاص هذا الفريق الأخير من الجماهير في موقفهم من صلاح مهما كان، ونحترم رؤية كل منهم ونوقن أنهم سيدعمون المنتخب اليوم بكل قوة وحتى آخر دقيقة في مشاركته في بطولة أفريقيا سواء في وجود صلاح أو عدم وجوده فهم يشجعون مصر ويدعمون المنتخب قبل وبعد أي وكل شيء.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى