بِقَلَم – م . مُعْتَزْ عَبْدِ اَللَّهْ لِجَهْرٍ
فِي اَلْحَادِي عَشَرَ مِنْ شَهْرِ سِبْتَمْبِرَ لِعَامِ ثَلَاثَةِ وَعِشْرُونَ بُعْد اَلْأَلْفَيْنِ وَفِي لَيْلَةً مُظْلِمَةً حَزِينَةً حَلَّتْ بِمَدِينَةِ دَرَنَةٍ ، كَارِثَةٌ تَكَاد لَا تُصَدِّقُ ، آلَافُ مِنْ اَلسُّكَّانِ مِنْ أَحِبَّائِهَا قَضَوْا ، بَيْنَ شَهِيدٍ وَمَفْقُودٍ ، اَلْمَدِينَةُ تَغَيَّرَتْ جُغْرَافِيًّا فِي ظَرْفِ سَاعَاتٍ ، أَحْيَاءٌ سَكَنِيَّةٌ ، أَسْوَاقٌ ، مَآذِن عَتِيقَةٍ ، تَشْهَدَ عَلَى تَارِيخِ دَرَنَةٍ . . كَانَتْ قَدْ كَبُرَتْ فِينَا قَبْلَ نَكْبُرْ فِيهَا ، أَصْبَحَتْ رُكَام ، صَارَتْ أَثَرًا بَعْدَ عَيْنٍ ، وَلَكِنْ هَلْ هَذِهِ هِيَ نِهَايَةُ اَلرِّوَايَةِ وَلَنْ تَعُودَ اَلزَّاهِرَةُ ؟ اَلتَّحَدِّي كَبِيرٌ أَمَامَنَا ، لَطَالَمَا وَقَفَتْ أَمَامَهُ شُعُوبٌ مُخْتَلِفَةٌ ، عَلَى مَرِّ اَلتَّارِيخِ ، بَعْدُ اَلْحَرْبِ اَلْعَالَمِيَّةِ اَلثَّانِيَةِ خَسِرَتْ اَلْيَابَانُ أَكْثَرَ مِنْ رُبْعِ طَاقَتِهَا اَلصِّنَاعِيَّةِ وَلَمْ يَتَبَقَّ مِنْهَا إِلَّا مَخْزُونٌ رَأْسِمَالِيٌّ قَلِيلٌ وَمِنْ بَعْدِهَا نَهَضَتْ اَلْبِلَادُ مِنْ رُكَامِ اَلْحَرْبِ لِتُصْبِحَ ثَالِث أَقْوَى اِقْتِصَادٍ فِي اَلْعَالَمِ ، اَلنُّهُوضُ بَعْدَ اَلْكَوَارِثِ وَاجِب وَطَنِيٍّ ، سَتَعُودُ دَرَنَةً بِتَكَاتُفِ أَبْنَائِهَا حَتَّى فِي أَحْلَكِ اَلظُّرُوفِ ، نَعِمَ لَا يَزَالُ هُنَاكَ اَلْكَثِيرُ مِنْ اَلْأَشْيَاءِ اَلَّتِي يَجِبُ أَنْ نَقُومَ بِهَا مُسْتَقْبَلاً ، لَكِنَّ اَلْأَمَلَ فِي اَلْأُفُقِ يُلَوِّحُ لَنَا ، سَتَبْدَأُ رِحْلَةَ اَلنُّهُوضِ وَسَنَرَى مُسْتَقْبَلاً أَفْضَلَ لِدَرَنَةِ رَغْمِ اَلْأَلَمِ وَسَتُشْفَى دَرَنَةٌ وَتَزْدَهِرُ