تقرير … أنصار بوتين السابقون يدركون أن القيصر أصبح عاريا
نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية، تقريرا رصدت فيها آراء الروس، عن رئيسهم فلاديمير بوتين، بعد عام على الدخول في حرب مع أوكرانيا.
وفي تقريره، رأى مارك غاليوتي أن بوتين لو ترك الحكم بعد 2008 بعد فترة رئاسته الثانية، لبقي في أذهان الناس أنه الرجل الذي أنقذ روسيا من الانهيار، وإن كان ذلك بأساليب وحشية في غالب الأحيان.
وبحسب ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، قال التقرير إنه بعد ذلك أدار بوتين البلاد عن طريق وكيله دميتري مدفيديف، ثم عاد مرة أخرى إلى الكرملين. ولو أنه تقاعد بعد فترته الثالثة في 2018 لترك روسيا في نزاع مع أوكرانيا والغرب، ولكنها بشبه جزيرة القرم. إلا أنه لم يقنع بذلك، ودخل في حرب مباشرة شاملة.
وتابع التقرير بأن “أنصار بوتين السابقين بدأوا يدركون أن القيصر أصبح عاريا. فالتقنوقراط الذين اعتقدوا أنه منح لروسيا الاستقرار، يعانون اليوم من الأزمة، ومن أثر الحرب وعسكرة الاقتصاد”.
ولفت إلى أن بوتين “يطالبهم بالمعجزات وعندما لا ينجزونها فإنه يهينهم على الملأ”.
وأكد أن “الصقور من القوميين الذين كانوا يؤمنون ببوتين إيمانا كبيرا، تسرب إليهم الشك، بسبب عدم الكفاءة والفساد والتردد في القرارات بشأن أوكرانيا. ويرى الكاتب أنهم قلة قليلة في جهاز الحكم ولكنهم الأخطر لأن بوتين يعتمد عليهم”.
مع ذلك، رأى كاتب التقرير أن بوتين قد يبقى في الحكم لفترة معينة، لأنه من الصعب زعزعة مثل هذه الأنظمة، على الأقل ما لم تجد أجهزة الأمن بديلا له، بحسب تعبيره.
ورأى أنه “من الخرافة الاعتقاد بأن أغلبية الروس يدعمون الحرب، بينما عشرات الآلاف مقبوض عليهم، أو تعرضوا للضرب والسجن لأنهم عبروا عن اعتراضهم”.
ولفت إلى أنه بسبب مساعدة الغرب لأوكرانيا، ومدها بالسلاح والمال، فإن “بوتين يدعي أنه يواجه تحالفا عدوانيا يسعى إلى إهانة روسيا أو إسقاطها، وهذا ما يثير بعض النعرات القومية في البلاد”.
ولكنه حسب الكاتب ليس دعما لبوتين فهو يرتكز على غياب البديل.
على جانب آخر، اعتبر المعارض الروسي أليكسي نافالني المسجون منذ أكثر من سنتين أن روسيا ستمنى بهزيمة “لا مفر منها” في أوكرانيا مهما أرسلت قوات إلى الدولة المجاورة.
وبعد حوالي عام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، صرح نافالني في رسالة نشرها فريقه على مواقع التواصل الاجتماعي الإثنين أن “أرواح عشرات آلاف الجنود الروس أهدرت بلا معنى”.
وتابع: “من الممكن تأخير الهزيمة العسكرية النهائية لقاء أرواح مئات آلاف المجندين الإضافيين، لكن لا مفر منها في نهاية المطاف”.
وشدد على أن “مزيجا من الحرب العدوانية والفساد وقلة كفاءة الجنرالات واقتصاد ضعيف ومن بطولة ودافع قوي لدى الذين يدافعون عن أنفسهم، لا يمكن سوى أن يقود إلى هزيمة”.