اخبار عالميةروسيا وأوكرانياسياسة

تهديدات جوفاء وتغييرات للخطط.. هل “طمست” خطوط بوتين الحمراء؟

تعكس التهديدات الروسية المتكررة بتصعيد الحرب في أوكرانيا وتغيير خططها العسكرية باستمرار مدى حالة الفشل التي منيت بها موسكو طوال الأشهر الماضية، وفق تحليل لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.

وتشير الصحيفة إلى أن روسيا أطلقت تهديدات متكررة بتصعيد الحرب، تم لاحقا تقليص أو تجاهل العديد منها، مما أثار شكوكا حول “الخطوط الحمراء” التي أعلن عنها رئيسها فلاديمير بوتين.

وتعزز “الإنذارات والتحولات المتكررة لروسيا، إلى جانب أهدافها الحربية المتغيرة باستمرار الاعتقاد بين المسؤولين الحكوميين الغربيين بأن بوتين مجبر على الارتجال في حرب خرجت عن سيطرته”.

وقال مايكل كلارك، من قسم دراسات الحرب في كينغز كوليدج لندن: “هناك درجة من اليأس الآن في سلوك بوتين، لأنه  يعلم أن الأمور لا تسير على ما يرام في ساحة المعركة”.

وترى الصحيفة أنه لا روسيا ولا أعضاء “الناتو” يريدون الاشتباك بشكل مباشر عسكريا، لكن الخطوط الحمراء الروسية الأخرى كثيرا ما كانت “خادعة”، وأدت بعض خطابات روسيا العدوانية إلى نتائج عكسية.

ويقول مسؤولون ومحللون غربيون إن التهديدات النووية كانت تهدف بشكل أساسي إلى بث الذعر بين الجماهير الغربية بشأن الحرب، وبالتالي إقناع حكوماتهم بالتوقف عن دعم أوكرانيا، والدفع باتجاه السلام بشروط روسيا، لكن حتى الآن، لم يؤثر ذلك على الدعم الغربي لأوكرانيا.

لكن التهديدات النووية زادت من عزلة روسيا دبلوماسيا، وبلغت ذروتها بأول توبيخ علني للرئيس الصيني، شي جينبينغ، لسلوك الكرملين في الحرب بعد أن حذر من استخدام الأسلحة النووية هناك.

ويبدو أن بوتين يتراجع عن هذا الخطاب، فقد أكد في مقابلة تلفزيونية أن روسيا ليس لديها خطط لاستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، وهو ما ردده الدبلوماسيون الروس في جميع أنحاء العالم.

ويقول محللون غربيون إن استخدام الأسلحة النووية في ساحة المعركة لن يفيد كثيرا في دفع معركته إلى الأمام، وسيخاطر بجر الولايات المتحدة وحلفائها أكثر إلى الحرب.

ويقول التقرير إن تحذير بوتين، في نهاية سبتمبر، من أن الهجمات على الأراضي الأوكرانية التي ضمتها سيعتبر عدوانا على روسيا “بدا تهديدا أجوف بشكل متزايد”.

وفي حين أن تصعيد روسيا لهجماتها ضد أهداف مدنية في أوكرانيا جاء في أعقاب التدمير الجزئي لجسر يربط شبه جزيرة القرم بالبر الرئيسي الروسي، فإن سيطرة أوكرانيا على مدينة خيرسون، التي كان يفترض ضمها في وقت سابق من هذا الشهر، أكدت الفجوة بين تهديدات الكرملين وأفعاله.

وبين بين الزلات التكتيكية الأخرى التهديد بالانسحاب من صفقة الحبوب التي ساعدت في تحسين الأمن الغذائي العالمي.

ويقول التقرير إن النجاح الأوكراني في ساحة المعركة أجبر موسكو على تغيير أهدافها الحربية، وبعد أن بدأت بهدف “تشويه سمعة” القيادة الأوكرانية، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الأسبوع الماضي، إن روسيا لا تسعى لتغيير النظام في كييف.

ويقول كلارك، من كينغز كوليدج، إن أهداف الحرب المعلنة لروسيا مرت بعدة مراحل، ومن الصعب الآن تصور أنها لاتزال تسعى إلى تحقيق النصر العسكري، فهم الآن يسعون إلى الاستمرار في الحرب “بطريقة لا يخسرونها، ثم اللعب للوقت فقط”.

ويقول دبلوماسيون، ومسؤولون غربيون، إن سلوك بوتين يشير إلى “ارتباك وفشل” روسيا في توقع أنها ستنجر إلى صراع طويل.

ويقول آخرون إن التهديدات المستمرة من الكرملين قد تخدم روسيا على الأقل بطريقة واحدة قصيرة المدى: “تشتيت الانتباه باستمرار عن أدائها الضعيف في ساحة المعركة، ومشاكلها الاقتصادية، والعزلة الدبلوماسية المتزايدة”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى