اكتشف علماء الفلك أقرب ثقب أسود معروف للأرض، على مسافة 1600 سنة ضوئية.
وأفاد العلماء، اليوم الجمعة، بأن هذا الثقب الأسود أكبر بعشر مرات من الشمس، وأنه أقرب بثلاث مرات من صاحب الرقم القياسي السابق.
وتم اكتشاف الثقب من خلال مراقبة حركة النجم المرافق له، والذي يدور حول الثقب الأسود على نفس المسافة تقريبا التي تدور بها الأرض حول الشمس.
وقال كريم البدري، من مركز هارفارد سميثونيان للفيزياء الفلكية، إن الثقب الأسود تم اكتشافه في البداية باستخدام مركبة غايا الفضائية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.
وتابع البدري وفريقه مع مرصد الجوزاء الدولي في هاواي لتأكيد النتائج التي توصلوا إليها، والتي نشرت في الإخطارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية.
لاحظ علماء فلك أكثر وميض ضوئي توهجاً على الإطلاق، ينبعث على مسافة 2.4 مليار سنة ضوئية من الأرض، ومن المحتمل أن يكون ناتجاً عن ولادة ثقب أسود.
ورُصد انفجار أشعة جاما، وهو أكثر أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي كثافة، لأول مرة بواسطة تلسكوبات في مدارٍ حول الأرض في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول.
ولا يزال الضوء المتبقي قيد الدراسة من جانب علماء في جميع أنحاء العالم.
ويشير العلماء في تقديراتهم إلى أن هذه الانفجارات، التي تستمر دقائق عدة، ناتجة عن موت نجوم عملاقة، يزيد حجمها عن حجم الشمس بـ30 ضعفاً، وفق ما أوضح عالم الفيزياء الفلكية برندان أوكونور لوكالة فرانس برس.
وينفجر النجم ويتحول إلى مستعر أعظم، قبل أن ينهار على نفسه ويشكل ثقباً أسود، ثم تشكل المادة قرصاً حول الثقب الأسود، ويتم امتصاصه وإطلاقه هناك على شكل طاقة تنتقل بسرعة توازي 99.99% من سرعة الضوء.
وأطلق الوميض فوتونات تحمل 18 تيرا إلكترون فولت من الطاقة (18 تليها 12 صفراً)، وهو رقم قياسي، وأثّر على اتصالات الموجات الطويلة في الغلاف الجوي للأرض.
وقال برندان أوكونور، الذي قدم ملاحظات جديدة للظاهرة، الجمعة، باستخدام أدوات الأشعة تحت الحمراء لتلسكوب مرصد الجوزاء الجنوبي في تشيلي: “هذا يحطم الأرقام القياسية، سواء في كمية الفوتونات أو في طاقة الفوتونات التي تصل إلينا”.
وأضاف عالم الفيزياء الفلكية: “الجسم اللامع، بهذا القرب، هو في الحقيقة حدث يحصل مرة واحدة في القرن”.
وأوضح، أن أشعة جاما تطلق بشكل عام في غضون ثوانٍ كمية الطاقة نفسها التي أنتجتها شمسنا أو ستنتجها طوال حياتها.