بهذه الطريقة .. الغاز الروسي يصل إلى القلب الأوروبي
منذ اندلاع أزمة أوكرانيا في فبراير الماضي، بدأت دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرها تطبيق عقوبات كبيرة ضد روسيا، امتدت إلى قطاعات مختلفة، بما فيها قطاع الطاقة الروسي.
وبرغم توقف الإمدادات عبر خط “نورد ستريم 1″، ومحاولات الدول الأوروبية لإيجاد بدائل مختلفة، إلا أن الغاز الروسي لا يزال يجد طريقه إلى أوروبا على الأرجح، ولكن هذه المرة عبر الصين.
وذكر تقرير نشره موقع “دويتشه فيلي” الألماني، أن بعض البيانات تشير إلى أن الغاز الروسي يصل إلى أوروبا، ولكن من خلال الصادرات الصينية.
وقال مدير أبحاث الطاقة في مركز الاستشارات “غريينمانتل”، نيكولاس كومليبن، إن سوق الغاز الطبيعي المسال يتسم بالتكامل، ما يعني أن تحولات الطلب الإقليمية تعمل على تحقيق التوازن بين الأسواق، وتقوم بإعادة توجيه الغاز المسال إلى الأطراف التي تحتاجه.
وذكر التقرير أن مخزونات الغاز في أوروبا قد وصلت إلى مستوى 80 بالمئة قبل فصل الشتاء، ويرجع الفضل بشكل جزئي في ذلك إلى صادرات الصين من الغاز المسال.
غاز من الصين في القلب الأوروبي
وأوضح التقرير أن صادرات الغاز الصيني للأسواق الخارجية قد ارتفعت، بسبب الطلب القوي على الغاز، إذ قامت الشركات الصينية ببيع نحو 4 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال في الأسواق الدولية منذ بداية العام الجاري.
وتمثل هذه النسبة نحو 7 بالمئة من استهلاك الغاز في أوروبا خلال النصف الأول من العام.
وذكرت مجموعة “جوفو” الصينية، والتي تعمل كوسيط لبيع الغاز الطبيعي المسال، أنها باعت شحنة من الغاز الطبيعي بقيمة 100 مليون دولار إلى أحد المشترين في أوروبا.
وقالت مجموعة “سينوبك”، وهي أكبر شركة لتكرير النفط في الصين، إنها تقوم ببيع فائض الغاز المسال في السوق الدولية، وبحسب وسائل إعلام محلية، فقد باعت المجموعة 45 شحنة من الغاز الطبيعي المسال، بإجمالي نحو 3.15 مليون طن.
من جانبها، قالت آنا ميكولسكا، المتخصصة بمركز دراسات الطاقة في معهد “بيكر” للسياسة العامة، إنه إذا كانت أوروبا تشتري الغاز الطبيعي المسال من الصين، فربما يكون البعض منه قد جاء من روسيا، وذلك إذا كان الغاز المسال قد جاء من مصادر مختلفة.
ووفقًا للتقرير، فقد يعتبر هذا التفافا على العقوبات التي فرضتها دول في الاتحاد الأوروبي على روسيا، وعلى الرغم من أن العقوبات لم تصل إلى الغاز على وجه الخصوص، إلا أن روسيا خفضت إمداداتها من الغاز إلى القارة العجوز بشكل كبير.
وأضافت ميكولسكا أنه لا يوجد شيء يمكن للاتحاد الأوروبي أن يفعله إلا أن يقوم بمنع شراء الغاز من الصين، ولكن هذا يعرض دول الاتحاد لخطورة تراجع احتياطياتها من الغاز قبل فصل الشتاء.
ميكولسكا أكدت أن المستفيد الأكبر من هذه العملية هو الصين.
وتقوم الصين بالفعل بزيادة وارداتها من الغاز الروسي، إذ قزت مبيعات الغاز الروسي إلى الصين عبر الأنابيب بنحو 65 بالمئة على أساس سنوي في النصف الأول من العام الجاري.
وبحسب بيانات وكالة بلومبيرغ، فقد ارتفعت قيمة واردات الصين من الغاز الروسي في نفس الفترة إلى 35 مليار دولار، مقابل 20 مليار دولار في العام السابق.