بقلم الناقد الرياضي إبراهيم موسى
يعتبر الجمهور العنصر الوحيد ضمن عناصر المنظومة الذى يعطى دون أن يأخذ، يعشق ويشجع ويحارب من أجل ناديه دون أى مقابل، كيف لا والرياضة قائمة على أساس الجماهير.
ومن العجب العجاب أن خرجت علينا فى الآونة الأخيرة بعض الأفواة تهاجم الجمهور متهمة اياه أنه “الدبة التى قتلت صاحبها” وعبارات أخرى لا تليق، وانما اتخذت لتكون شماعة ليعلق عليها فشل الادارات والمدربين واللاعبين.
من الطبيعى يا سادة أن يقلق الجمهور على مستقبل ناديه، بالأخص إن كانت الاخطاء تتكرر كما هى، فلا يصح على الاطلاق أن يلقى اتهامات بالتخريب ومحاولة عرقلة مسيرة النادى.
الجمهور يملك من الوعى ما يكفى لنشر آرائه وتطلعاته ومخاوفه فخذوا منها ما هو صالح، فهى آراء لا تحمل أى مصلحة ولا يرجى من ورائها منفعة، وإنما نابعة من حب وعشق كبيرين.
لا يوجد ما يسمى بالدعم المطلق أو بالأحرى الدعم الأعمى، الدعم فى أى قرار أياً كان اتجاهه وأياً كان مصيره، هذه صفة من صفات العبودية وليس الانتماء، فلا بد أن يكون هناك نقد بناء نستطيع من خلاله تصحيح الأخطاء ومعالجتها وعدم الوقوع فيها مرة أخرى.
ليس معنى كلامى أن تقاد الأندية من المدرجات لا أقصد هذا بتاتاً، ولكن يجب التعامل مع آراء الجماهير بمزيد الحرص والتأمل والجدية، بدلاً من محاولات التشكيك والتخوين ووضعها فى دائرة الجهل والتربص.
أخيراً يعلم الجمهور متى يدعم ومتى ينتقد فهو يختار الوقت المناسب ويقدر دائماً الأوقات الحرجة، ويتصدى بكل قوة لجميع محاولات ايقاع الضرر بناديه، والأمثلة كثيرة فى هذا الصدد، فلا تذبحوه اذا تكرمتم.