أوكرانيا تواصل استعادة أراضيها وروسيا “لا ترفض” المفاوضات
تواصل أوكرانيا تقدمها على الأرض مع إعلانها استعادة مناطق يتجاوز مجموع مساحتها 3000 كيلومتر مربّع، ما يشكل ضربة قوية لروسيا، حسب مراقبين. ووزير الخارجية الروسي يقول إن بلاده “لا ترفض” إجراء مفاوضات مع أوكرانيا.
قال القائد العام للجيش الأوكراني اليوم الأحد (11 سبتمبر/ أيلول 2022) إن قواته واصلت توغلها شمالا في منطقة خاركيف وتقدمت إلى جنوبها وشرقها، وذلك غداة تقدمها السريع الذي دفع روسيا إلى التخلي عن معقلها الرئيسي في المنطقة.
وأشاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بالتقدم السريع الذي حققته قوات بلاده في إقليم خاركيف شمال شرق أوكرانيا باعتباره إنجازا محتملا في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر، قائلا إن هذا الشتاء قد يشهد المزيد من المكاسب السريعة للأراضي إذا تمكنت كييف من الحصول على أسلحة أقوى.
وقال القائد العام للجيش الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني على تيليغرام “في اتجاه خاركيف، بدأنا في التقدم ليس فقط إلى الجنوب والشرق، ولكن أيضا إلى الشمال. هناك 50 كيلومترا تفصلنا عن حدود الدولة (مع روسيا)”. وأضاف أن القوات المسلحة استعادت السيطرة على أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر مربع منذ بداية هذا الشهر.
وفي موسكو، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن القوات الروسية تضرب مواقع الجيش الأوكراني في منطقة خاركيف بضربات دقيقة التوجيه تنفذها القوات المحمولة جوا وبالصواريخ والمدفعية.
ويعد الانسحاب من مدينة إيزيوم أسوأ هزيمة للقوات الروسية منذ طردها من العاصمة كييف في مارس/ آذار، إذ ترك آلاف الجنود الروس وراءهم ذخيرة ومعدات مع فرارهم.
والمكاسب مهمة من الناحية السياسية لزيلينسكي الذي يسعى إلى إبقاء أوروبا موحدة في دعمها لأوكرانيا، عن طريق توفير الأسلحة والمال، حتى مع أزمة الطاقة التي تلوح في الأفق هذا الشتاء بعد قطع إمدادات الغاز الروسي عن المستهلكين الأوروبيين.
وقال زيلينسكي في تصريحات لمنتدى سياسي نُشرت على موقعه على الإنترنت في ساعة متأخرة من مساء السبت “أعتقد أن هذا الشتاء هو نقطة تحول، ويمكن أن يؤدي إلى إنهاء احتلال أوكرانيا بسرعة. نرى كيف يفر المحتلون في بعض الاتجاهات. إذا كنا أقوى قليلا بالأسلحة، فسننهي الاحتلال بشكل أسرع”.
من جهته اعلنت القيادة الروسية أنها لا ترفض إجراء مفاوضات مع كييف، وذلك بعد وقت قصير منالهزيمة الصعبة التي تكبدتها القوات الروسية في أوكرانيا.
روسيا “لا ترفض” المفاوضات مع أوكرانيا
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الأحد للتليفزيون الحكومي “روسيا لا ترفض المفاوضات مع أوكرانيا، ولكن كلما تم تأجيل العملية لمدة أطول، زادت صعوبة التوصل لاتفاق”. يشار إلى أن المفاوضات التي بدأت بعد وقت قصير من بدء الهجوم الروسي ضد أوكرانيا، تم تعليقها منذ أشهر.
وبرر لافروف أكثر من مرة في التلفزيون الإجراء الروسي، وتحدث عن حالة مواجهة مع الغرب بأكمله. وأوضح أن الغرب يحاول الحفاظ على سيادته تحت كل الظروف. وصرح لافروف بأن البشرية تتجه نحو نظام عالمي أكثر عدالة يضم مراكز قوة متعددة الأقطاب.
وبينما يستعر القتال، استمرت الأوضاع في أكبر محطة نووية في أوروبا في التسبب في قلق دولي بالغ. وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بقصف محيط محطة زابوريجيا الأمر الذي قد يتسبب في تلوث إشعاعي كارثي.
غير أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت اليوم الأحد إنه تم إصلاح خط طاقة احتياطي للمحطة التي تسيطر عليها روسيا، وذلك لتزويدها بالكهرباء الخارجية التي تحتاجها لتبريد مفاعلاتها.
وفي غضون ذلك، أعلنت شركة إنرجو أتوم، وهي الهيئة الحكومية المسؤولة عن تشغيل المحطات النووية في البلاد، إنها أوقفت بالكامل العمليات في زابوريجيا كإجراء وقائي، إذ سمح خط الطاقة الاحتياطي للمحطة بالحصول على الطاقة من النظام الأوكراني. وحثت كييف يوم الأربعاء سكان المناطق التي تحتلها روسيا حول المحطة على إخلائها حفاظا على سلامتهم.
وتهددأزمة الطاقة في القارة الأوروبية هذا الشتاء بالقضاء على وحدة موقف دول القارة بشأن أوكرانيا، وتحتاج كييف بشدة لإظهار أنها لا يمكنها فقط أن تصمد أمام الهجوم الروسي لكن أيضا تغيير كفة الحرب لصالحها.
وكان زيلينسكي قد أكد أثناء مؤتمر حضرته وزيرة الخارجية الألمانية بيربوك أمس السبت أن روسيا تفعل “كل شيء لكسر الصمود الأوكراني والأوروبي”.
وتابع قائلا “نحن بصدد 90 يوما ستحدد مصير الاستقلال الأوكراني القائم منذ أكثر من 30 عاما. 90 يوما ستحدد أكثر من كل السنوات وجود الاتحاد الأوروبي. الشتاء سيحدد مستقبلنا”.
وإذا تمكنت أوكرانيا من الحفاظ على المكاسب التي حققتها على الأرض، فسيشكل ذلك ضربة قوية لروسيا التي تقول أجهزة المخابرات الغربية إنها تكبدت خسائر فادحة. كما سيشكل ذلك دفعة كبرى لأوكرانيا التي تحرص على إظهار استحقاقها للدعم من الدول الغربية التي تمدها بالأسلحة.
ع.أ.ج/ أ ح ( رويترز، أ ف ب، د ب ا)