أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام تضرب أكبر أنهار العالم
فى أجواء مناخية وصفتها منظمات دولية ومسؤولون وخبراء أرصاد بأنها «كارثية وغير مسبوقة»، منذ 500 عام ضرب الجفاف والتصحر المتزايد العديد من دول العالم، بعدما اجتاحت العواصف وحرائق الغابات العديد من الدول الأوروبية والجزائر والمغرب وتركيا، مما ألحق خسائر فادحة بمئات آلاف الهكتارات من الأراضى الزراعية والغابات التى تشكل مصدر العيش لسكان الأرض ورئة للكوكب الأزرق، نتيجة التغيرات المناخية وتزايد انبعاث غازات الاحتباس الحرارى.وأسفرت التغيرات المناخية التى يشهدها العالم عن نقص كبير فى معدل هطول الأمطار، مما تسبب فى موجات من الحر الشديدة أدت إلى جفاف بعض العديد من الأنهار، بالإضافة إلى خلق معاناة لسكان كوكب الأرض فى طعامهم وشرابهم أو حتى استخدام هذه الأنهار لشحن بضائعهم، ونشرت «سى إن إن» صورا تكشف جفاف 6 أنهار فى العالم، بينها نهر اللوار، أطول أنهار فرنسا، الذى يمثل نموذجا لما أحدثته التغيرات المناخية، ويعد نهر اللوار أطول أنهار فرنسا، وهو معروف بالقلاع على ضفتيه، وظهر النهر ضحلًا، مما يهدد أيضا الثروة السمكية فيه.كما يعتبر نهر الدانوب أطول نهر فى أوروبا الغربية، ويعتبر قناة شحن مهمة حيث يمر عبر 10 دول أوروبية، وأمام تعرضه للجفاف، يقوم العمال بتجريف النهر للتأكد من أن السفن لا تزال قادرة على الإبحار فيه، فى حين يمر نهر بو عبر الجزء العلوى من إيطاليا ويتدفق شرقًا فى البحر الأدرياتيكى، ويتغذى من ثلوج الشتاء فى جبال الألب والأمطار الغزيرة فى الربيع، وعادةً ما تكون الفيضانات المدمرة مشكلة كبيرة حول هذا النهر، وفى الوقت الحالى، يبدو نهر بو مختلفًا تمامًا، فكان الشتاء جافًا فى شمال إيطاليا، ولم توفر الثلوج سوى القليل من المياه، وكان فصلا الربيع والصيف جافين، مما أدى إلى إغراق المنطقة فى أسوأ جفاف شهدته منذ 7 عقود.
كما جف نهر الراين الذى يتدفق عبر ألمانيا وهولندا، ويمر على طول الطريق حتى بحر الشمال، وظهرت أجزاء من قاع النهر مما يؤدى إلى عوائق وإبطاء عملية الشحن إلى أوروبا، وفى الوقت الحالى يعد التنقل كابوسًا، ووفقًا لخبراء الاقتصاد فى بنك دويتشه، ويعنى انخفاض مستويات المياه أن الشركات ستدفع أكثر لتمرير عمليات الشحن. وذكرت مصادر رسمية ألمانية أن ارتفاع درجات الحرارة هذا الصيف وقلة هطول الأمطار أدى إلى زيادة انخفاض مستويات المياه فى نهر الراين، كما تسود مخاوف من كارثة بيئية بفعل فاعل أدت إلى نفوق الأسماك على الحدود الألمانية البولندية.
ويتجه الجفاف فى إسبانيا والبرتغال وفرنسا وإيطاليا ليكون الأسوأ منذ 500 عام، وفقاً لأندريا توريتى، المتخصصة بالمناخ فى مركز الأبحاث المشتركة التابع للمفوضية الأوروبية، كما يمكن أن يصبح تأثير الجفاف الممتد وموجات الحرارة فى قطاعات مثل السياحة والتصنيع والزراعة عبئاً طويل الأجل على التصنيفات الائتمانية للحكومات فى جميع أنحاء جنوب أوروبا.
وفى آسيا، جفت ضفاف نهر اليانجتسى فى الصين، وظهر قاع النهر فى بعض المناطق، وأعلنت الصين حالة التأهب للجفاف على مستوى البلاد لأول مرة منذ 7 سنوات، أمام موجة حر هى الأطول منذ 6 عقود، وفى وسط الصين وجنوبها وغربها، أعلنت السلطات جفافا فى 6 مناطق على مستوى المقاطعات التى شكلت مجتمعة ربع إنتاج الحبوب فى البلاد العام الماضى.
ويؤثر جفاف نهر اليانجتسى على مقاطعة سيتشوان الصينية، التى يبلغ عدد سكانها نحو 84 مليون نسمة، كما يؤدى إلى تراجع إنتاج الطاقة الكهرومائية، مع إغلاق عدد من المصانع لمدة 6 أيام. وأفادت وسائل إعلام صينية بأن أكثر من 5.7 مليون شخص فى مقاطعة هوبى بوسط الصين تأثروا بالجفاف الشديد الذى تشهده البلاد منذ يونيو الماضى، ووفقا لوكالة الأنباء الصينية «شينخوا»، أثرت ظروف الجفاف الناجمة عن الطقس الحار المستمر وانخفاض هطول الأمطار على نحو 84 منطقة فى المقاطعة. وتشهد الصين واحدة من أقوى موجات الحرارة منذ 6 عقود إضافة لعدم هطول الأمطار ما يؤثر على سلاسل التوريد العالمية.
ووفقا لتقرير «سى إن إن»، فى أمريكا الشمالية، جفت ضفاف نهر كولورادو الرئيسية فى جنوب غرب الولايات المتحدة، الذى يعتمد عليه 40 مليون شخص فى المكسيك و7 ولايات أمريكية فى الشرب والزراعة والكهرباء، وأفادت تقارير بأن الجفاف الذى يضرب أمريكا الشمالية على مدى 22 عاما، هو الأقوى منذ 1200 عام.
وتشير مجلة Nature Climate Change إلى أن علماء جامعة كولومبيا اكتشفوا أن الجفاف المستمر، الذى بدأ فى أمريكا الشمالية، مطلع القرن الحادى والعشرين وازدادت شدته فى العام الماضى، هو أشد جفافا منذ 1200 عام، وهذا يشير إلى أسوا سيناريو لتغير المناخ. وتتعرض لهذا الجفاف الذى بدأ فى مطلع القرن الحالى، مناطق جنوب- غرب الولايات المتحدة، وخلال الفترة بين أكتوبر 2020 وسبتمبر 2021 انخفض هطول الأمطار فى هذه المناطق بنسبة 8.3 % عن المعدل المتوسط، فى حين ارتفعت درجات الحرارة بمقدار درجة واحدة تقريبا عن المعدل.
ويشير العلماء إلى أنه منذ عام 1901 لم تستمر أى فترة جفاف 22 عاما، وفى عام 2018 افترض علماء المناخ بعد هطول أمطار غزيرة أن فترة الجفاف ستنتهى عام 2020، لكن الذى حدث كان اشتداد الجفاف، حيث فى صيف عام 2021 انخفض مستوى المياه فى أكبر خزانين للمياه فى أمريكا الشمالية، ويشير الباحثون إلى أنه من المرجح أن يستمر الجفاف 23 عامًا. ويتوقع أن يفقد المزارعون الأمريكيون أكثر من 40% من محصول القطن، بينما يتوقع فى أوروبا أن ينخفض محصول زيت الزيتون الإسبانى بما يصل إلى الثلث وسط الظروف الحارة والجافة.
وقارن الباحثون حالات الجفاف من طريق قياس نمو حلقات الأشجار السنوية التى تعكس هطول الأمطار ودرجة الحرارة من سنة إلى أخرى فى مناطق محددة. ويقول علماء فى المناخ إن فترات الجفاف هذا العام ترجع جزئياً إلى ظاهرة «النينا»، وهو نمط دورى للمياه الباردة فى شرق المحيط الهادئ، يدفع التيار الهوائى فى الغلاف الجوى شمالاً، تاركاً أجزاء من أوروبا والولايات المتحدة وآسيا مع هطول معدلات أقل من الأمطار، وتقول الأمم المتحدة إن عدد حالات الجفاف فى أنحاء العالم ارتفع بنسبة 29% منذ عام 2000 بسبب تدهور الأراضى وتغير المناخ.
وعادة ما تستمر حلقات «النينا» من 9 إلى 12 شهراً، لكن هذه الحلقة الحالية دخلت عامها الثانى، ومن المتوقع أن تستمر حتى فبراير 2023 على الأقل، وفقاً للإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوى.وأدت موجات الجفاف الشديدة عبر النصف الشمالى للكرة الأرضية الممتد من مزارع كاليفورنيا إلى الممرات المائية فى أوروبا والصين إلى مزيد من التعقيد فى سلاسل التوريد وزيادة أسعار الغذاء والطاقة، ما يزيد الضغط على نظام التجارة العالمى الذى يعانى من ضغوط فعلية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية والتصعيد الصينى حول تايوان.
وحذر برنامج الأغذية العالمى، مؤخرا، من ازدياد عدد المهددين بالمجاعة فى القرن الإفريقى إلى 22 مليون شخص بسبب الجفاف وارتفاع الأسعار، وأشار البرنامج إلى أن «احتجاب هطول الأمطار للموسم الرابع على التوالى» منذ نهاية العام 2020 فاقم جفافًا هو الأسوأ منذ 40 عامًا، وأدى إلى نفوق الملايين من رؤوس الماشية وقضى على المحاصيل وأغرق مناطق فى كينيا والصومال وإثيوبيا فى أوضاع أشبه بالمجاعة، وترك أكثر من مليون شخص منازلهم بحثًا عن المياه والغذاء. وفى بداية العام الجارى، حذر برنامج الأغذية العالمى من أن 13 مليون شخص فى القرن الإفريقى يعانون من انعدام الأمن الغذائى الحاد بسبب الجفاف.
ولم تترك أزمة التغير المناخى جزءًا فى العالم إلا طالته، وباتت تهدد شرايين المياه فى أوروبا، بعد أن سجلت القارة العجوز درجات حرارة قياسية، تسببت فى تبخر مياه أنهارها الكبيرة، كما تهدد بخسارة نحو 80 مليار دولار من اقتصاد الاتحاد الأوروبى، وقالت المفوضية الأوروبية إن موجة الجفاف التى تضرب القارةَ قد تكون الأسوأ منذ 500 عام بسبب ارتفاع درجاتِ الحرارة وشح الأمطار، وأكدت المفوضية الأوروبية أنها لا تستطيع تقديم إجابات محددة عن أسباب موجة الجفاوأدت موجات الجفاف الشديدة عبر النصف الشمالى للكرة الأرضية الممتد من مزارع كاليفورنيا إلى الممرات المائية فى أوروبا والصين إلى مزيد من التعقيد فى سلاسل التوريد وزيادة أسعار الغذاء والطاقة، ما يزيد الضغط على نظام التجارة العالمى الذى يعانى من ضغوط فعلية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية والتصعيد الصينى حول تايوان.
وحذر برنامج الأغذية العالمى، مؤخرا، من ازدياد عدد المهددين بالمجاعة فى القرن الإفريقى إلى 22 مليون شخص بسبب الجفاف وارتفاع الأسعار، وأشار البرنامج إلى أن «احتجاب هطول الأمطار للموسم الرابع على التوالى» منذ نهاية العام 2020 فاقم جفافًا هو الأسوأ منذ 40 عامًا، وأدى إلى نفوق الملايين من رؤوس الماشية وقضى على المحاصيل وأغرق مناطق فى كينيا والصومال وإثيوبيا فى أوضاع أشبه بالمجاعة، وترك أكثر من مليون شخص منازلهم بحثًا عن المياه والغذاء. وفى بداية العام الجارى، حذر برنامج الأغذية العالمى من أن 13 مليون شخص فى القرن الإفريقى يعانون من انعدام الأمن الغذائى الحاد بسبب الجفاف.
ولم تترك أزمة التغير المناخى جزءًا فى العالم إلا طالته، وباتت تهدد شرايين المياه فى أوروبا، بعد أن سجلت القارة العجوز درجات حرارة قياسية، تسببت فى تبخر مياه أنهارها الكبيرة، كما تهدد بخسارة نحو 80 مليار دولار من اقتصاد الاتحاد الأوروبى، وقالت المفوضية الأوروبية إن موجة الجفاف التى تضرب القارةَ قد تكون الأسوأ منذ 500 عام بسبب ارتفاع درجاتِ الحرارة وشح الأمطار، وأكدت المفوضية الأوروبية أنها لا تستطيع تقديم إجابات محددة عن أسباب موجة الجفاف.
ج.م