غير مصنفمختارات

الحداثة والحفاظ على أسس المنظومة الشعرية في مجموعة رنين الظلال للشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق

مشغل الصوت


قراءة واعداد : محمد خالد الخضر
……
في هذه المجموعة الشعرية رنين الظلام التي جاءت في سلسلة شذا الروح شعري للشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق .
يتجه الشاعر قليلا أو كثيرا إلى الحداثة … لكنه ظل محافظا على شفافيته .. وصدقه وهموهبته في إطار موسيقي .. هو من مقومات الموهبة والأصالة التي تعتبر في النتيجة من أسس الشعر ومن أسس موهبته التي كتب من خلالها كثير من أشعاره الجميلة. … يقول في نص حديث :
لما رأيتك ..
في فراغات الظلام
وملأت وجهي
من تلافيف .. الدموع .
وضممت
عينيك الحزينة .. في دمي
ورسمت وجهك
فوق صوت الليل أغنية .
وظل العتيق محافظا في منظومته الشعرية الحديثة على الوزن ضمن تحولات حركة بسيطة .. تذهب قليلا في تغيير منطلق النغمة الموسيقية .. إلا أن وجود الوزن المتو ازن ظل محافظا على حركته وأثره و دلالته في النفس .
وظل محافظا على جماليات وتحولات القصيدة وعلى الأبعاد والحركات والأفعال .. مع الحفاظ على ترنيمات الايقاعات الموسيقية وايحاء المعاني المتحركة معها … يقول :
من قصيدة ظلي …
ضياء الشمس يخفى
خلف شمسي
اذا ذبل الرمان
أخضر أمسي

وخلافا لشعراء الحداثة الذين أوجدوا خلافات نفسية .. وعلمية بينهم وبين المتلقي … ظل الشاعر العتيق .. محافظا على منطقية التعامل النفسي والعاطفي بينه وبين من يطلع على شعره الحديث .. ويحافظ على منهج الصورة والتحاليل التي تتلاءم مع كافة المتلقين .. نظرا للمعنى الدلالي الذي من المفترض أن يكون واحدا .
وأيضا خلافا لكثير من شعراء الحداثة … ظل محافظا على العلاقات المجازية المعبرة بأبعادها اللغوية البلاغة واللونية والحركية .
وظلت الصورة تمتلك الإبداع والايحاءات والمضامين التي تخص الجميع بأسلوب جميل يعجز غيره عن إخراجها… لأن تحويل المعنى بحجة الحداثة يعني العجز عن القدرة في تكوين الصورة … وهذا لايمتلكه كل الشعراء … فالصورة بجمالها تهدف إلى إيضاح المعنى … وبهذه المنظومة نجد أهمية المدارك والنتائج الجمالية عند العتيق الشاعر .. يقول في قصيدته نزع الأصيل :
يا معطفي
بلل مسام الروح
من ومض الحنين
ان المسافات
البعيدة تقترب
والعمر في عرف الموات
هو القتيل .

ومن القلائل في كتابة القصيدة الحديثة… امتلك العتيق عبر مساحات خياله … قوة سحرية للحفاظ على تحولات العاطفة الصادقة … وحماية الوحدة العضوية … ومكوناتها التي بالأصل هي أهم مايجب أن يكون في القصيدة … يقول في قصيدة الكون المسافر للفراغ :
ياخالتي وأنا أبيع
الكستناء
فوق الرصيف
على مشارف دمعة
خلف الدماء
مابين شرياني …
وشريان الحقيقة والفناء
سقطت علي هدية ..
وأنا أحملق في السماء .
نجد أن الشاعر العتيق جمع بين الخيال ومايريده من الواقع الحقيقي … فعبر في الصور التي رسمها على الرصيف عن حقيقة الواقع كاملة بألوان وأشكال جميلة برغم ألم المعنى وجراحات الواقع .
ونجد الفن والتصوير التعبير متشابها في كل النصوص .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى