في أمريكا …. كيف يرون مصر؟

مشغل الصوت
بقلم الدكتور محمد علي
قرأت اليوم بوست للصديقة العزيزة الدكتورة هالة سالم – بولاية نيويورك ، تتحدث فيه عن صدمتها من أن كثيرا من الأمريكيين من حولها لم يسمعوا عن زيارة الرئيس الأمريكي إلى مصر. هذا الموقف البسيط يعكس واقعا أكبر الحقيقة وهو أن الصورة الحقيقية لمصر وإنجازاتها لا تصل كما يجب إلى المواطن الأمريكي العادي عبر سنوات طويلة ولأسباب كثيرة، رغم ما تحققه بلادنا من استقرار وتنمية. وهذه ليست مسؤولية الفرد وحده، بل مسؤولية مشتركة بين المصريين بالخارج والدولة المصرية التي يقع على عاتقها دور كبير في دعم التواصل والإعلام الخارجي.
فالمواطن الأمريكي ليس مجرد متفرج بعيد، بل هو سائح محتمل، ومستثمر محتمل، وداعم مؤثر في قضايا كثيرة تخص مصر. ومع الأسف، نفقد الكثير من الفرص السياحية والاقتصادية بسبب غياب الصورة الواضحة عن مصر في الوعي الأمريكي العام. السائح الأمريكي من أكثر السائحين إنفاقا والأكثر تفاعلا حين يشعر بالأمان والانبهار، ومصر تمتلك كل مقومات الجذب من التاريخ العريق إلى الأمن والاستقرار والتجارب السياحية الفريدة، لكن ما زلنا نفتقد الوصول إليه بالصوت والصورة والرسالة الصحيحة. لذلك، فإن الاستثمار في الإعلام الأمريكي وقنوات التواصل داخل المجتمع الأمريكي ليس ترفا، بل حلم وضرورة وطنية لبناء وعي إيجابي دائم عن مصر، وتصحيح الصور النمطية التي تتشكل بفعل الإعلام الموجه أو الغائب.
وهذا في جوهره أحد الأهداف التي تتقاطع مع ما طرحته لانشاء ‘الهيئة الوطنية للمصريين بالخارج’ ، فالمصري في الخارج يجب أن يكون شريكا في بناء الصورة الذهنية لوطنه، والدولة يجب أن تمنحه الأدوات والمنصات والدعم ليقوم بهذا الدور بفاعلية. ما كتبته الصديقة العزيزة اليوم لم يكن مجرد “صدمة”، بل تذكير مهم بأننا إن لم نتحدث نحن عن
مصر، فغيرنا سيتحدث عنها كما يريد هو أن يراها.
Dr Mohamed Aly CPA EA
New Jersey