ثقافة وفنون

قراءة نقدية في نص الاديبة المصرية ھدى حجاجي 

مشغل الصوت

بقلم: عمر حاجي / تونس

 

نصّ هدى حجاجي أحمد “حين أطفأتُ الضوء” قطعة أدبية راقية تُجسّد لحظة وعيٍ وجودي نادر، تُغادر فيها الكاتبة ضجيج العالم لتصغي إلى صمتها الداخلي.

في هذا النص تتجلّى بلاغة البساطة: المفردات مألوفة، لكنّها تحمل عمقًا فلسفيًا مؤلمًا وشفّافًا في آنٍ واحد. الجمل تسير بإيقاعٍ هادئ، كأنها تنسجم مع فكرة الانسحاب الهادئ من العبث اليومي، لا كاستسلام، بل كتحرّر.

الصورة الافتتاحية – “المساء يهبط ببطءٍ كأنه يجرّ وراءه ذاكرة الأيام الثقيلة” – تمسك القارئ من أول سطر، إذ تدمج بين الزمن والعاطفة في مشهد بصري محمّل بالشجن. أما الختام – “لكن داخلي — للمرة الأولى — بدأ يضيء” – فهو ذروة النص، يجمع بين التناقض الجمالي (العتمة/الضوء) وبين الانبعاث الداخلي الذي يُلخّص التجربة بأكملها.

تتّسم لغة هدى حجاجي بالاتزان بين الشفافية والتكثيف، حيث تتدفّق العبارات كحوارٍ هادئ بين الروح وذاتها، خالٍ من الزخرف، لكنه مفعم بالإيحاء….. إنه نصّ يليق بأن يُقرأ أكثر من مرة، لا لاكتشاف المعنى فحسب، بل لتذوّق السكينة التي تنبع من العتمة حين تُصبح ضوءًا داخليًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى