اسلاميات وعقائد

لقاء رفيع في روما بين رابطة العالم الإسلامي وجمعية سانت إيدچيديو لتعزيز الحوار بين الأديان 

مشغل الصوت

مدير مكتب رابطة العالم الإسلامي في إيطاليا يستقبل مسؤول العلاقات الإسلامية المسيحية بجمعية سانت إيدچيديو

 

في إطار حرص مكتب رابطة العالم الإسلامي في إيطاليا على مدّ جسور التعاون وتعزيز التبادل الثقافي والحضاري، واستمرارًا للخطوات الجادة والإيجابية التي يقوم بها مدير المكتب، معالي الدكتور عبد العزيز بن أحمد سرحان ، استقبل معاليه يوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025 بمقر الرابطة في روما، السيد أندريا ترينتيني، مسؤول العلاقات الإسلامية المسيحية بجمعية سانت إيدچيديو، وذلك لبحث سبل التعاون بين الرابطة والجمعية وآفاق الشراكة المستقبلية بين أبناء الجالية المسلمة في إيطاليا والجمعية، بما يعزّز مبدأ الحوار بين الأديان والثقافات.

 

وشهد اللقاء حضور نخبة من الشخصيات الدبلوماسية والدينية والثقافية، من أبناء الجالية العربية والإسلامية في روما، من بينهم:

• سعادة السفيرة رجاء ناجي، سفيرة المملكة المغربية لدى الفاتيكان.

• الدكتور عبد الله رضوان، الأمين العام للمركز الثقافي الإسلامي في روما.

• الأستاذ عبد العزيز العاصم، من سفارة المملكة العربية السعودية في إيطاليا.

• الأب عادل نصر، رئيس الكنيسة الجديدة، في تريستا

• الدكتور رفاعي عيسى الشحات، إمام مسجد روما الكبير.

• الدكتور عبد الله كوتسولينو، رئيس الفيدرالية الإسلامية في إيطاليا.

• الدكتور سالم الصانبي، عميد الجالية السعودية في روما.

• الإعلامي نزار رمضان، مدير شركة “ميك” الإعلامية.

• الدكتور حسن صبري، رئيس الجمعية الإيطالية العربية.

• الدكتور حسن بطل، رئيس الجمعية الثقافية من أجل الاندماج.

إضافة إلى عدد من نشطاء الجالية، من بينهم كاتب السطور منسق الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج في إيطاليا

 

حفاوة/ استقبال/ وكلمة ترحيبية

 

وقد استقبل معالي الدكتور عبد العزيز ضيف الرابطة السيد أندريا ترينتيني، والحضور بحفاوة بالغة، حيث استهل اللقاء بكلمة ترحيبية حملت معاني الودّ والتقدير، عبّر خلالها عن سعادته بهذا اللقاء الذي يجسد روح الأخوّة والتعاون المشترك.

وجاء نص كلمة الدكتور عبد العزيز كما يلي:

 

كلمة معالي الدكتور عبد العزيز بن أحمد سرحان،

(مدير مكتب رابطة العالم الإسلامي بإيطاليا)

 

في هذا اليوم الطيب المبارك، الذي أشرق نهاره وسطعت أنواره ، وازدهرت أزهاره، وغردت بلابله وأطياره، وترقرقت جداوله وأنهاره ، واخضرت أوراق غصونه وأشجاره، وبورك فيه، بإذن الله، في إعماره وأعماره، ونسأله سبحانه فيه من رحمته وحمده واستغفاره.

 

واسمحوا أن أرحب بسعادة السيد أندريه ترنتيني الذي يحل علينا ضيفا بل هو صاحب منزل ولقد شرفنا هذا اليوم في مقر رابطة العالم الاسلامي الجديد فحللتم سيدي ( أهلا ) ونزلتم ( سهلا )

 

يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا

نحن الضيوف وأنت ربّ المنزل

 

أيها الإخوة: إن أجمل في هذا اليوم أن يلتقي بأخوانه وأصدقائه من ديانات مختلفة، يجمعهم التعاون والتفاهم، والإخاء والتعايش، والأمل والعمل، في سبيل الخير والحق والجمال، ونبذ العنف والتطرف، ونشر المحبة والسلام في هذا العالم المترامي الأطراف.

 

إن الرابطة دائمًا تسعد بوجودكم معها، إخوانًا وأصدقاء، متعاونين متحابين. هذا التعاون الذي يمتد لعقود من البذل، وسنوات متطاولة من البذل الآخر، خاصة مع المركز الإسلامي في روما، الذي يمتد في تاريخه نصف قرن من الزمان، ومع الفاتيكان أكثر من نصف قرن.

 

ضيفنا الكريم السيد أندريا، ضيوفنا الأعزاء:

 

أنا لا أنسى استقبالكم لي، واستقبالكم لصاحب المعالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، بفرحٍ واهتمام، وأيضًا في المؤتمر الكبير الذي أقيم قبل سنوات، وحضره فخامة الدكتور سيرجيو ماتاريلا، رئيس جمهورية إيطاليا، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

 

ضيفنا الكريم: إن تطلعاتنا معكم تنطلق في منظور الأهداف التي نرغب بناءها لتعزيز العلاقات القائمة بين الرابطة والجمعية، وأن تقوية الصداقة والتعاون الذي ننشده من خلالكم، إلى خدمة البشرية، ونشر السلام والوئام والمحبة والمعايشة السلمية في المجتمعات.

إن التعاون بين الهيئات والطاقات الدينية والثقافية، له مردود إيجابي كبير، حتمًا سيثمر استقرارًا في مجتمعات العالم، وسيسقي رؤيتنا المشتركة خارطة الإرهاب والتطرف، ونبذ العنف، وتعميم الأخلاق الكريمة، وتغليب الإنسانية جمعاء.

 

إن الإسلام يدعو إلى الرحمة والبرّ والإحسان، ويحثنا على أن نتعامل مع الآخر بالحسنى، يقول تعالى:

 

(وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا).

ويقول سبحانه:

(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).

ويقول صلى الله عليه وسلم:

(الكلمة الطيبة صدقة).

 

ضيفوفنا الأعزاء: إن رابطة العالم الإسلامي تأمل أن نكون أسرة واحدة، تتطلع (بتعاوننا) إلى تحقيق السلام والوئام والرحمة والعدل في العالم.

لا أطيل عليكم في هذا اللقاء، فأنا سعيد بهذا اللقاء، وأشكر السيد أندريا على حضوره، وشكرًا للجميع.

 

ونتمنى أن نعقد لقاءات أخرى بإذن الله لنظهر للعالم أن التعايش بين الأديان والثقافات، سيخلق حتمًا ، أمناً وسلاماً وحباً ووئاماً.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

من جانبه، عبّر السيد أندريه ترينتيني عن شكره العميق للدكتور عبد العزيز على الدعوة الكريمة وإتاحة الفرصة للقاء عدد من الشخصيات المؤثرة في الجالية المسلمة، مؤكدًا أن هذا اللقاء يفتح آفاقًا جديدة للحوار البنّاء بين الديانات والثقافات.

 

وأشاد ترينتيني بالدور المهم الذي تضطلع به رابطة العالم الإسلامي في نشر ثقافة السلام والتسامح، مشيرًا إلى زيارته السابقة إلى الرياض بدعوة من الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، وما لاقاه من كرم ضيافة عربي أصيل، معبّرًا عن تقديره الكبير للجهود التي يبذلها الدكتور عبد العزيز في تعزيز أواصر الصداقة بين الرابطة وجمعية سانتو إيدچيديو.

مؤكدا علي أهمية التعاون بين المنظمات الدينية والثقافية والذي من شأنه تعزيز محاربة العنف والتطرف من منطلق إيمانه بأن الحوار المستمر بين الأديان أحد أهم سبل تحقيق السلام العادل والتعايش بين الجميع

نقاشات بنّاءة وتطلعات مستقبلية

تخلل اللقاء نقاش مفتوح حول سبل تعزيز تعليم اللغة العربية في إيطاليا، ولاسيما لأبناء الجيل الثاني من أبناء الجاليات العربية، مع بحث الوسائل الكفيلة بتيسير تعلّم اللغة وربط الأجيال الجديدة بجذورهم الثقافية والدينية.

وفي ختام اللقاء، قدّم الدكتور عبد العزيز درع رابطة العالم الإسلامي للسيد أندريه ترينتيني، تعبيرًا عن التقدير والاحترام، ثم اصطحب ضيفه والحضور في جولة داخل الحديقة الملحقة بمقر الرابطة، حيث التقطوا الصور التذكارية في أجواء من الودّ والأخوة.

يُعدّ هذا اللقاء محطة جديدة في مسيرة مكتب رابطة العالم الإسلامي في إيطاليا لتعزيز التبادل الثقافي والحوار بين الأديان، وترسيخ قيم التسامح والتعاون المشترك، بما ينسجم مع رسالة الإسلام السمحة الداعية إلى العدل والسلام والتعايش بين الشعوب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى