مختارات

أشرب نخبك… عشق يفتح أفق المعرفة

مشغل الصوت

قرأت ديوان “أشرب نخبك” للشاعر والمفكر الدكتور نبيل طعمة، فوجدت نفسي أمام تجربة شعرية تتجاوز حدود النص لتلامس فلسفة الوجود. هنا يصبح العشق لغة تقود إلى الخالق، ويغدو “النخب” رمزاً روحياً للامتلاء بمحبة الله، لا مجرد صورة حسية عابرة. الكلمات تتحول إلى مفاتيح تفتح أبواب الوجدان، وتعيد تعريف علاقتنا مع الإله عبر الحب لا الخوف.

ما يميز هذه النصوص أنها تمزج بين الصور الحسية والفلسفة العميقة، فالكأس والبحر والجسد ليست سوى إشارات إلى رحابة المعنى وامتداده، حيث يرى الإنسان نفسه جزءاً من روح الله، مبحراً في شطآنه، وغارقاً في نوره. بهذا المزج ينجح طعمة في جعل الشعر طريقاً للتطهير والارتقاء، وصياغة جديدة لفكرة وحدة الوجود.

وقد أسعدني أن أقرأ المادة النقدية التي كتبها الأستاذ محمد خالد الخضر، إذ أضاء الديوان بلغة رصينة، ووقف على تفاصيل الصور والمعاني بروح ناقد مبدع. لم يكتفِ بالعرض، بل فتح أمام القارئ نافذة لفهم العمق الروحي والفكري لهذه التجربة، فجاءت قراءته إضافة مهمة توازي النص وتكشف عن ثرائه.

يبقى ديوان أشرب نخبك تجربة شعرية تؤكد أن الأدب الحقيقي لا يكتفي بالجمال، بل يفتح أمامنا أفقاً للتأمل والمعرفة.

 

بقلم: علي عبد الوهاب الجاسم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى