التيك توك أداة استعمارية حديثة..

مشغل الصوت
منذ بداياتي في عالم التدريس المهنة التي اهنيت بفضل بعض مشرفيها ومسؤوليها كنت اداوم علي تذكير الطلاب خلال حصص التاريخ أن الاستعمار لم ينتهي بل إنه ادوات الاستعمار زمخالبه متعددة منها الاقتصادي والثقافي وأساليب وانواع أخري وآخرها التيك توك… وسوف نستعرض لتلك القضية .
1. الاستعمار لم يعد عسكريًا فقط
الاستعمار التقليدي اعتمد على الاحتلال والسيطرة المباشرة، أما الآن فالمفهوم تطور ليشمل السيطرة على العقول والوعي من خلال أدوات الإعلام الرقمي. تيك توك يدخل في هذا الإطار لأنه منصة تتحكم فيما نراه ونستهلكه من محتوى.
طريقة تفكيرنا وقيمنا الاجتماعية.
أولوياتنا الثقافية وأنماط حياتنا.
2. التحكم في الخوارزميات
الخوارزميات التي تدير تيك توك لا تعمل وفق مبدأ الحياد، بل تروّج لأنواع معينة من المحتوى.
تضخيم الترفيه السطحي والمثير للجدل.
تقليل ظهور المحتوى الثقافي أو التوعوي أو النقدي.
ترويج قيم استهلاكية أو غربية قد تتعارض مع القيم المحلية.
هذه السياسة تشبه في جوهرها الاستعمار الثقافي الذي يمحو الهويات المحلية ويستبدلها بثقافة مهيمنة.
3. التأثير على الهوية واللغة
كما كان الاستعمار القديم يفرض لغته وثقافته، فإن تيك توك يخلق جيلًا مبرمجًا على أنماط لغوية وتصرفات وتقليعات عالمية غالبًا ما تأتي من ثقافات مهيمنة، مما يهدد اللغة الأم والقيم المحلية.
4. التبعية الاقتصادية
التيك توك يخلق اقتصادًا ضخمًا لصالح الشركات المالكة له، بينما يُحوّل المستخدمين في دولنا إلى مجرد منتجين مجانيين للمحتوى والبيانات.
هذه البيانات تُستخدم لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي وتحليلات سوقية تُفيد الدول الكبرى، مما يخلق استعمارًا اقتصاديا رقميا.
5. الأداة السياسية الناعمة
المنصة يمكن أن تُستخدم كوسيلة حرب ناعمة من خلال
التلاعب بالرأي العام.
نشر الشائعات أو المعلومات المضللة.
التأثير على الانتخابات أو المواقف السياسية في الدول المستهدفة.
الخلاصة:
التيك توك ليس مجرد وسيلة ترفيه، بل هو مثال حيّ على استعمار العقول عبر المحتوى الرقمي، حيث تُستبدل السيطرة العسكرية بالسيطرة الثقافية والاقتصادية والإعلامية، وهي أشد خطرًا لأنها تُمارَس بصمت ومن دون مقاومة منظمة، فتعمل على المدى الطويل في إعادة تشكيل وعي الشعوب بما يخدم مصالح قوى أخرى.
كتب حميدو حامد صقر عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية والباحث بالقانون الدولي الإنساني