د. محمد غيدة يكتب ..الإعتصام والوحدة وتنفيذ أمر الله في منهج على الشرفاء الحمادي”5″

مشغل الصوت
لقد أسس الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي منهجه الفكري على عدد من الركائز الأساسية استقاها من كتاب الله عز وجل وكلها تدعو إلى الرحمة والعدل والحرية والسلام والوحدة والتعايش، وتؤسس للتنمية الحقيقية التي تأتي عقب الإستقرار المجتمعي، وفي هذا الجزء الخامس من سلسلة مقالات عن منهجية أطروحات الشرفاء الحمادي حول كتاب “المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي”، نتحدث عن الوحدة والتكاتف والاعتصام وهو أمر إلهي أمر به الله عز وجل عباده المؤمنين في قوله تعالى: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ” (آل عمران: 103).
وفي الصفحة رقم (61) من كتاب “المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي” الطبعة الثانية، يوضح على الشرفاء الحمادي مراد الله من عباده في تنفيذ الأمر الإلهي بالاعتصام والبعد كل البعد عن الفرقة والعداوة والبغضاء، فيقول المفكر على الشرفاء: “إن مراد الله تعالى من هذه الآية الاعتصام بحبل الله، وهو القرآن الكريم والعروة الوثقى التي تربط الإنسان بخالقه، مما يجنبهم العداوة والبغضاء ويؤلف بين قلوبهم ليصبحوا إخواناً، لأنهم سيكونون جميعاً تحت مظلة واحدة وهدف واحد، يتبعون النور الذي أنزله الله على رسوله الذي يحقق لهم الأمن والسلام، حيث يقول سبحانه في وصف قرآنه: “يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ” (المائدة : 16).
هنا يؤكد الشرفاء الحمادي جوانب مهمة في اتباع منهج القرآن الكريم، أول تلك الجوانب هو الاعتصام بحبل الله وهو القرآن الكريم، الذي فيه كل جوانب الخير من الألفة والمحبة لتحقق لهم الأخوة بمعناها ومفهومها الشامل، ثاني تلك الجوانب أن المسلمين يكونون جميعا تحت مظلة واحدة ولهم هدف واحد، وهو اتباع النور والهدى، ثالث الجوانب هو تحقيق السلام المجتمعي والتعايش بين الناس من خلال إرساء قواعد العدل والرحمة في كل أمور الحياة.
ويختتم الشرفاء الحمادي حديثه ، مؤكدا أن اتباع منهج الله الذي جاء في القرآن الكريم يحقق للناس سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى الصراط المستقيم، وهكذا عندما ينفذ الناس أمر الله بالاعتصام تتألف قلوبهم وتحل بينهم المحبة والسلام، وينتزع من قلوبهم العداوة والبغضاء، وهذا هو منهج الله الذي تأسس عليه الدين الإسلامي السمح الصحيح.
في المقال المقبل يتجدد اللقاء في تناول المنهجية البحثية للشرفاء الحمادي.. دمتم بخير.



