فلسفة التكوين الفكري في مواجهة الظلم والفساد وحماية المحبة

مشغل الصوت
للدكتور الباحث نبيل طعمة
بقلم : محمد خالد الخضر
يدخل الدكتور نبيل طعمة في فلسفته الفكرية إلى التعقيدات الحياتية بكل تكويناتها النفسية والاجتماعية .. ويصل إلى ماهيتها وصعوباتها .. وما يؤثر فيها من حالات اجتماعية أو وجود البيئة والطبيعة ليصل إلى الأغلاط وأشكالها عند الإنسان وأثرها على تحولاته الاجتماعية .
ويؤكد الباحث أن الغلط والصح بينهما خيط رفيع كالعلامة بين الحاضر والمستقبل الذي يرى ماهيته الباحثون .. فلابد من سعي صحيح للوصول إلى الحقيقة متحولة بشكل منطور إيجابي .
فلابد من أن يدرك الإنسان بحسب طعمة أن ذاكرة الإنسان تتجدد وقادرة على الوصول إلى كل مجهول وتسليط الضوء على مكوناته .. واختيار ما يقوي المحبة ويطور الوجود الإنساني والتفريق بين الخير والشر .. والتمسك بالواقع المنطقي .. والسعي إلى التفكير الجمعي وتعدد الأفكار والوقوف عند الإيجابية .. مهما تعرضت لمواجهات لحماية الوجود الإنساني السليم .
ولا بد من الوقوف عند ما ينمي عملية إبداع الأفكار المتطورة والعقلانية .. ويتجلى أغلب هذا عند المفكرون و الأدباء .
ويجب أن ندرك تمام ما يمكن أن تفعله الوسائل والوسائط الإعلامية وأدوات التواصل بأنواعها بين المناطق الجغرافية بتوجهاتها العربية والإسلامية والمذهبية .. ونفهم ما يؤدي إلى كوارث وإيجابيات وأن ننتبه إلى كثير ما حدث في المناطق العربية .. ونجد الفائدة من ذلك إذا توغلنا في التاريخ إلى أن نصل إلى القدس في العصر .. فلم يسلم أهلها مفاتيحها إلا لعمر بن الخطاب نظرا لما يمتلك من مقومات مختلفة تحي الإنسانية وتدافع عنها .
وسعى الباحث طعمة في فلسفة كتابه إلى التمسك بالطيبة لأنها عكس ما يصفها بعضهم أنها نتيجة ضعف .. فهي ترفع شأن الإنسان إلى المحبة وهي القوة .. فيصل إلى السعادة التي تدفع من يمتلكون القوة على التغيير إلى الإصلاح والإيجابيات . . وتجاوز الأحقاد والالتزام بالضمير وعدم اتباع ما يصل إلى القتل والخراب والتعامل مع الأديان بما يدعم الوجود الإنساني دون ارتكاب أي ذنب أو جريمة .
وعلى الإنسان أن يدرك كيف التطور لا يفقده جذوره وانتماءه لأنها راسخة لا تغادر أصحابها وهذا ما يحاول بعضهم أن يروج إليه .. فلابد من الانطلاق إلى الأمام فالإنسانية ثابت لا يشترى ولا يباع ولا يغيرها حرب أو مصاعب فمن الضروري التواصل الإيجابي وتصحيح الانطباعات السلبية أو الرديئة وإغاظة المتسببين ومواجهة الحقد والكراهية والاعتماد على ما نستحضره من استفاقتنا الإيجابية .
فلا بد أن ندرك أن النهاية واقعة لامحالة بيننا والنتائج السلبية من خلال أي خلال في المحبة هي كوارث أو جرائم أو اتهامات .. فالضروري هو الانتقال إلى عملية التطور من خلال امتلاكنا العلم والفهم و دمجهما بالعملية المادية وربطها بالجوهر الروحي فنصل إلى عدم الانتهاكات والعيش الندي الجميل .. وهذا أكثر ما يدفعه للحضور والتماسك هو التكامل وعدم التفريق السياسي والاجتماعي والاقتصادي والديني والمذهبي والوقوف والتماسك عند القيم والأخلاق ويجب على الجميع المحافظة على رفعة الحياة ومنهم المسؤولين والقادرين على ذلك في المجتمع بشكل كامل .. ولابد من مواجهة الديمقراطية المزيفة والاتهام بها وأن يلعب المثقف دورا أكبر في ذلك .. ومن المهم أن نواجه أيضا ما تعرضت إليه أخلاقنا من قهر وإجرام بدأ سابقا على يد قابيل وأن نسعى لسيطرة الأخلاق فنعرف مدركين أنها الجمال الأهم .. حتى لانترك الفرح .. ونواجه الظلام .. لأت كل شيء مصيره الفناء إلا المحبة والأخلاق , وأن ينتبه العالم العربي من وقوعه في سيرورة الماضي فلابد من ذهابه إلى المنحى الجمالي .. وعلينا أن نغامر ونركب الصعاب مهما بلغت .. فأهداف الوطنين وهم الشرفاء قادرة على أن توصلنا إلى الخلاص .. أما المقامرة المستمرة تخلق فلسفة الغدر والمؤامرات ,فثقتنا بالله تدفعنا لواجب مقاومة ما يخطط لنا في الخفاء وفي العلن وندافع عن وجودنا بالغالي والرخيص .. فالمدنية لا مكان لصناعتها .. ولابد أن نتعاون الجميع في عالمنا العربي والإسلامي .. وهذا قمة المدنية ويبعدنا عن الشكل والعنف والريبة .
وإن الحرية مقدسة .. والمقدس ملزم بالحوار ولغته الإيجابية .. وعلينا أن نفهم تماما أن الخطيئة تتعارض مع السلام .. والصراع الإنساني من أجل السلام ما هو إلا وهم سيطر على عقول غير واعية والسلام السياسي يصنع الحروب .. فلا بد من المحبة والسلام الاجتماعي .. لأن المحبة هي بشارة النجاح الحقيقية .. والابتعاد عن الإرهاب وانتزاع الكراهية هو موسم قادم جميل إذا حصل فلابد من الشجاعة بهذا الطرح حتى يعرف العرب أن العالم الآخر لا يسعى إلا لدماره والاستفادة منه ومما يمتلك .
 
				 
					


