مقام الروح في حضرة التجلّي”: رحلة مع فكر الدكتور نبيل طعمة حين يلتقي النقد بعبقرية الإخراج الفني
إطلالة على الإصدار الجديد (قراءات وإعداد: محمد خالد الخضر)

مشغل الصوت
بقلم: علي عبد الوهاب الجاسم
لم يعد الكتاب مجرد صفحات تُقرأ، بل أصبح “نخبًا” يُحتسى على مائدة الفكر والوجدان. وفي سياق الإثراء العميق للمكتبة العربية، يطل علينا الناقد محمد خالد الخضر بإصدار فريد يحمل عنواناً آسرًا هو “مقام الروح في حضرة التجلّي”. هذا العمل ليس كتاباً عادياً، بل هو رحلة استثنائية في قراءات تحليلية لأعمال الأديب والمفكر السوري الدكتور نبيل طعمة.
بين الشك المُفضي إلى اليقين
في هذا السفر الفكري العميق، يقوم الناقد محمد خالد الخضر بتحليل نصوص الدكتور طعمة ووضعها في سياقها الفلسفي والجمالي. الكتاب، الذي ينقسم إلى ست محطات فكرية، يغوص عميقًا في أسئلة الوجود الكبرى:
العشق المطلق: من “أشرب نخبك” إلى “بين الحب والآه”، يأخذنا العمل إلى مقام التصوف الذي يرى الخالق في الحب والجمال. إنها دعوة للبحث عن اليقين عبر رحلة الشك البنّاء، حيث يرتفع الوجدان ليصبح أداة إدراك عليا.
فلسفة الانتماء: لا ينفصل التجلي الروحي عن الانتماء للأرض. فالمادة المدروسة تحتفي بـ “عرق الوطن” و”أصالة الشام”، مقدماً رؤية تجمع بين العشق الإلهي والانتماء الراسخ للإنسان.
النقد والمقاومة: لا يغفل الكتاب عن الواقع الصعب. عبر مقالات طعمة، يُطرح نقدٌ لاذعٌ للجهل والتخلف، ويؤكد العمل أن “المقاومة تصنع السلام” وأن الثقافة والوعي هما سلاحنا للوصول إلى “الربيع الحقيقي” المنشود.
لمسة الإخراج الفني:
إن ما يميز “مقام الروح في حضرة التجلّي” ليس فقط عمق القراءات النقدية، بل أيضاً براعة الإخراج الفني والتنسيق الداخلي .
لقد نجح المخرج الفني للكتاب في تحويل التنوع الفكري والروحي للنصوص إلى هيكل بصري أنيق، حيث تم تقسيم الكتاب إلى محطات تبدأ بمقدمات تحليلية واضحة، وتفصل بينها فواصل بصرية فنية تعكس جوهر التجلي والنور. هذا الجهد في الإخراج والتنسيق هو ما يرفع من قيمة الكتاب، محولاً إياه إلى تجربة قراءة متكاملة تريح العين وتغذي الروح.
إن “مقام الروح في حضرة التجلّي” هو دعوة لتناول نخب الوعي.
ندعو القراء إلى الانضمام لهذه الرحلة الفلسفية التي تضيء دروب البحث عن الجمال والعدالة والحقيقة المطلقة، بجهد فكري للناقد محمد الخضر ولمسة إخراجية ساحرة .



