من ميلانو إلى روما… المصري د. وائل فاروق يُكرَّم بجائزة التميز المتوسطي ويؤكد: الثقافة هي لغة السلام الدائم

مشغل الصوت
روما – الثقافة والدبلوماسية
أُقيم في العاصمة الإيطالية روما هذا الأسبوع حفل جائزة التميز المتوسطي 2025، الذي جمع نخبة من الشخصيات البارزة في مجالات الثقافة والفن والدبلوماسية والالتزام الإنساني، تأكيدًا على الدور المتجدد للبحر الأبيض المتوسط كجسرٍ للتواصل والوحدة والتنوع.
شهد الحفل حضور وفود رسمية وثقافية من مختلف دول المتوسط، بينها تركيا ومصر والمغرب وتونس وإسبانيا وإيطاليا والفاتيكان، في أجواء احتفالية حملت رسالة مشتركة مفادها أن الثقافة لا تزال لغة السلام الأكثر عمقًا وتأثيرًا.
تكريم الدكتور وائل فاروق: الثقافة العربية في قلب أوروبا
من أبرز محطات الحفل تكريم الأكاديمي والمفكر المصري الدكتور وائل فاروق، تقديرًا لدوره الرائد في تعزيز الحوار الثقافي العربي الأوروبي ونشر اللغة العربية في الجامعات الإيطالية.
وفي تصريحٍ حصري لمنسق الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج في إيطاليا عبّر الدكتور فاروق عن اعتزازه بالجائزة قائلًا:
«هذا التكريم ليس احتفاءً بشخصي بقدر ما هو اعترافٌ بدور الثقافة في بناء الجسور بين الشعوب. فقد بدأنا منذ عامٍ بتأسيس معهد الثقافة العربية في الجامعة الكفريكية بميلانو، بدعمٍ كريم من صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، وهيئة الشارقة للكتاب، وهو ما منحنا دفعة مؤسسية كبيرة للتواصل الفاعل مع المجتمع الإيطالي».
وأضاف موضحًا:
«نعمل حاليًا على إدخال اللغة العربية في المناهج الدراسية بعددٍ من المدارس الثانوية الإيطالية، ودعم أقسام العربية في الجامعات، إلى جانب مبادرات مستمرة مثل نادي الكتاب العربي ونادي السينما العربية ونادي الخط العربي. هدفنا هو أن تصبح الثقافة العربية جزءًا حيًا من المشهد الأوروبي».
وختم فاروق تصريحه مؤكدًا أن هذه المبادرات تمهد لولادة فضاءٍ متوسطيٍّ جديدٍ يتشارك فيه العرب والأوروبيون رؤيةً إنسانيةً موحدة، قوامها الحوار والتنوع والإبداع.
من هو الدكتور وائل فاروق؟
الدكتور وائل فاروق أستاذ الأدب العربي في الجامعة الكفريكية بميلانو، وأحد أبرز الوجوه الأكاديمية العربية في أوروبا. عُرف بمسيرته العلمية والثقافية الغنية، حيث قدّم مؤلفاتٍ ودراساتٍ عديدة في الأدب والفكر العربي الحديث، وشارك في تأسيس مشروعاتٍ ومبادراتٍ رائدة للتعريف بالثقافة العربية داخل الأوساط الأكاديمية الإيطالية.
يُعد من الأصوات الداعية إلى تجديد الحوار الثقافي بين العالمين العربي والأوروبي، وقد ساهم في تأسيس معهد الثقافة العربية بميلانو ليكون منصةً للتفاعل الحضاري وتبادل المعرفة.
المتوسط… جسر الإنسانية
أكد منظمو الجائزة أن الهدف من الحدث هو إعادة إحياء رسالة البحر الأبيض المتوسط كرمزٍ للتعاون والتعايش، فيما شدّد دوندار كيسابلي، رئيس جمعية الصحفيين المتوسطيين ومؤسس الجائزة، على أن الثقافة والفن والتضامن تمثل اليوم «الطريق الأنجع لبناء مجتمعٍ أكثر عدلاً وإنسانية».
بهذه الروح، أثبتت جائزة التميز المتوسطي 2025 أن الفكر والإبداع يمكن أن يكونا لغةً مشتركةً تجمع ضفتي المتوسط في زمن الانقسام، وأن صوت الثقافة يظل الأقوى في مواجهة الصراعات والنسيان.
















