أخبار عربية

لماذا نعتقد أن حركة حماس انتصرت في المفاوضات؟

مشغل الصوت

سمير باكير يكتب-

أظهرت حماس استجابة ذكية؛ إذ لم تتنازل عن شروطها الأساسية، بل أدخلت تعديلات دقيقة وذكية على الخطة المكوّنة من 20 بنداً، ما دفع ترامب إلى الضغط على الكيان الصهيوني وإجباره على القبول بوقف إطلاق النار.

إن البيان الذي أصدرته حماس، والذي حظي بموافقة ترامب، يختلف في نقاط جوهرية عن خطة ترامب، ويمكن اعتباره انتصاراً حقيقياً للمقاومة:

1⃣ “التفاصيل محل النقاش”

خطة ترامب لم تتطرق إلى تفاصيل التفاوض مع حماس، بل اقتصرت على قضايا لا تشمل الحركة. غير أن حماس، بذكاء سياسي، تمكّنت من إدراج نفسها ضمن إطار المفاوضات المستقبلية.

2⃣ “إدارة غزة من قِبل هيئة فلسطينية تضم شخصيات مستقلة وتكنوقراط على أساس التوافق الوطني الفلسطيني”

خطة ترامب لم تذكر شيئاً عن “التوافق الوطني الفلسطيني” في اختيار أعضاء اللجنة التنفيذية لإدارة غزة، لكن حماس أضافت هذا البند المهم.

3⃣ “الاعتماد على الدعم العربي والإسلامي لمستقبل غزة”

في خطة ترامب، ذُكر فقط التشاور مع بعض الدول العربية، أما في بيان حماس فقد تم التأكيد بوضوح على “الدعم العربي والإسلامي” كأساس لمستقبل غزة.

4⃣ “الاهتمام بالإطار الفلسطيني الشامل”

بيان حماس اعتبر الحقوق الفلسطينية “قضية وطنية شاملة تستند إلى القوانين والقرارات الدولية”، وينبغي بحثها “ضمن إطار وطني فلسطيني شامل”، وهو ما لم يرد في أي من بنود خطة ترامب العشرين.

5⃣ “التأكيد على القوانين والقرارات الدولية”

استخدمت حماس بذكاء مصطلح “القوانين والقرارات الدولية” فيما يتعلق بمستقبل فلسطين، لأنها تدرك أن كثيراً من بنود خطة ترامب تتعارض مع القانون الدولي، وأن تنفيذها مستحيل وفقاً له. لذا ستستفيد حماس من هذه الصياغة في جولات التفاوض القادمة.

6⃣ “بقاء حركة حماس”

تطرقت خطة ترامب في ما لا يقل عن أربعة بنود إلى حذف حماس، أو نفي قادتها، أو نزع سلاحها. أما في البيان الذي وافق عليه ترامب، فقد ورد أن “حماس جزء من الإطار الوطني الفلسطيني وستشارك فيه بمسؤولية”.

🔶 وبناءً على ذلك، فإننا وبالاعتماد على الله، وعلى صمود الشعب الفلسطيني وبسالة مقاوميه، ودعم أحرار العالم، لا سيما حلفاءه الصادقين في محور المقاومة، يمكن القول إن حماس هي المنتصر الحقيقي في هذه الجولة.

ومع ذلك، فإن ما ذُكر يخص فقط انتصار حماس في ملف خطة ترامب، أما قائمة إنجازات الشعب الفلسطيني والمقاومة في معركة “طوفان الأقصى” – رغم جرائم الكيان الصهيوني والخسائر الكبيرة – فهي تحتاج إلى عرض مستقل وموسع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى