سياسةمقالات

مجدى طنطاوى يكتب: خطة تُفرض… لا تُناقش

مشغل الصوت

ما يجري اليوم في أروقة واشنطن وتل أبيب ليس مفاوضات ولا مسعى للسلام بل مشروع لإعادة صياغة المنطقة على المقاس الإسرائيلي بخيوط أمريكية ـ صهيونية تهمش الفلسطيني وتتجاوز حقوقه وتتعامل معه كعائق وظيفي لا كشعب صاحب قضية وجذور وهوية

لقاء ترامب ونتنياهو بحضور كوشنر وتوني بلير وسفراء “السلام المدفوع” لم يكن مناسبة لتبادل الأفكار بل كان لحظة إعلان قرار كل الوقائع تشير إلى خطة مكتملة جاهزة للتنفيذ لا تُطرح للتفاوض بل تُفرض كأمر واقع على الأرض

وسط هذا المشهد القاتم تبرز مصر بثقلها وموقعها التاريخي كآخر ما تبقى من منطق الدولة والموقف لم تكن القاهرة يوما على هامش القضية الفلسطينية بل كانت ولا تزال الراعي الأكثر التزاما بها والحائط الذي اصطدمت به كل محاولات تصفية الحق الفلسطيني رغم الضغوط الدولية وتغير الموازين والتراجع العربي والإسلامي الشامل لم تنزلق مصر إلى مربع التواطؤ أو الصمت بل ظلت تُعبر عن موقف واضح يستند إلى القانون والحق والعدالة

لكن الحقيقة المؤلمة أن مصر تقف اليوم شبه وحيدة فقد تراجعت العواصم وتحولت بعض العروش إلى وكلاء للمشروع الصهيوني فيما انشغل العالم الإسلامي بأزماته الداخلية وغرق النظام الفلسطيني نفسه في انقسام عبثي أضاع البوصلة وأفرغ القضية من مضمونها قيادات الشتات باتت عاجزة عن تمثيل شعبها تتصارع على فتات نفوذ بينما القدس تُهوّد وغزة تُخنق والضفة تُبتلع

في ظل هذا الخذلان الجماعي تبقى مصر رغم كل التحديات صمام الأمان الأخير واللاعب الذي لا يمكن تجاوزه لا جغرافيا ولا سياسيا ولا أخلاقيا دفاعها عن الحق الفلسطيني ليس مجرد خطاب بل التزام متجذر في عقيدتها الاستراتيجية لأنها تدرك أن أمن فلسطين من أمن مصر وأن التفريط بحقوق الفلسطينيين ليس سوى تمهيد لتفكيك المنطقة بأكملها

إن التاريخ لا يرحم المتخاذلين ولا يُكافئ المفرطين…

ومصر كما كانت دائما لن تكون جزءا من الخيانة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى