ثقافة وفنون

أشرب نخبك نصوص تعبر عن فلسفة الانتماء إلى الخالق للدكتور نبيل طعمة

مشغل الصوت

قراءة وإعداد : محمد خالد الخضر

في كتاب أشرب نخبك للدكتور نبيل طعمة نصوص تعبر عن تمسكه بالخالق وانتمائه بشكل حقيقي من خلال فلسفة فكرية عبر فيها عن قوة الدليل والانتماء.

عند المفكر والشاعر الدكتور نبيل طعمة دلالة المعاني هي خصائص مختلفة وترميز إلى غيرها كما هو الحال بوصف الإنسان بالصقر فهي سلسلة مجازات واستخدامها دالة بشكل فني على ما اقترنت به

يقول :

أشرب نخبك … أتعشق كأسي

أرميه ضمن الدن … أملأه وأنا الفارغ

كي يملأني … يملأ تفاصيل زماني

أقرأه همساً بدلال .. يدعوني إليه حب بحنان

فهو الذي يريد أن يقول إلى الخالق العظيم .. أنا أشرب نخبك فهو الذي يغرق في الدخول والتفكير بما أوجده وأغرق في نهرك نهر حنانك وخمرك ، كي أرى وجودك الرائع الجميل وبهاء إجلالك وعظمة وجودك يقول :

صبوح محياك .. يفتنني .. حسن لقائك

يرفعني عذابك .. أدخل جلدي .. أتفكر في حبك ..

أعرف أني خل من خلانك .

هكذا يتحدث طعمة عن الوجود الذي كونه الله من خلال علاقته المتفردة مع إبراز العلاقات القائمة بين البشائر وامتلاكها القدرة على العشق العفوي والغريزي وشروق الخير والمحبة ، فيحول كل المكونات التي يستخدمها إلى جوهر محبة بقوة .. فيرى نفسه بشكل واحد مدركا أن الله فيها وفي أعماقها ومحيط بها .. لأنه وفق ما يذهب إليه .. هو الله الواحد سبحانه لا يراه إلا من يعشق ويتعشق حبه.

ويتجه إلى عمق آخر في قوله :

فأنا بعض من روحك .. أخلع ثوبي .. أتعرق .. أتعرى كي أغدو مثل سمائك .. كي أبحر من شطآنك .. يحملني بحرك.

فهو الذي يريد أن يبحر من شطآن الله فهو الابحار الصحيح والسليم والمضمون والمقنع وهنا الحب والقوة والجمال والرؤية وعرفانية العرفان .. فهو القوي العزيز والذي يسبب تلك الموجودات غير الجسمية أيضا ونزوعها إلى صورة دالة.

فالجوهر يتحقق من خلال الصورة التي كونها مشكلا بنياتها بجمالات كونية ليسيطر على العدم ومقره ويصل إلى ما يصبو إليه بشغف كبير.

والنفس في كل المكونات الشعورية الشعرية والمحلقة في مكونات ما يمضي من خلاله وما ينطلق من شطآنه تمتزج امتزاجا يصل إلى الاعتدال وتجتمع كل القوى المعذبة والمنمية وغيرها لتصل أيضا إلى الاعتدال.

يقول :

بين الفرح والألم .. بين الذات والجسد .. بسن المعمور والفارغ .. أشرب نخبك .. أبحث عنك .. بين النظر والبصر وبين الجفن ودقته.

فالنفس المقتنعة الموجودة في الذات الواحدة تجمع بين المشاعر ومكوناته لتفعل ما تهفو إليه ومقتنعة به من خلال الحسن المشترك فتقترن بما تؤديه وهي تآلف مكون مما هو طبيعي وخيالي.

فهي القوى النفسانية ترقى إلى قوة أرقى وأعلى منها وتسمو بقناعاتها وتتحدى المكونات الأخرى بالقوى النطقية بشكل أشرف وأنقى

يقول :

أتناول كأسي .. أرى نورك .. يضيء وجهي .. أضمه إلى شفتي .. ينتهي الحاجز الشفاف .. إلى شفة الحاجز بيننا .. يغدو وجهك وجهي.

فهي النفسانية المؤدية إلى فلسفة تفكيرية تصل وتقلب المفهومات الأخرى إلى خيرية موجودة فقط في الأمور والذات الإلهية.. فبدل طعمة المكونات الضارة بشفافيات ومنافع يمكن أن تتجاوز وتزيد بهاء وطيب على الاخريات .. فالقوة النطقية الموجودة في النفس الإنسانية بالأصل هي في العقل الطبيعي والجسم السليم.

وهذا دليل وجود العقل الناضج والفكر المثقف الذي يصحب الإنسان إلى الحقائق المطلقة من خلال الفراسة التي يمتلكها المتميزون والتي تدرك المطابقات والموجودات العلوية والسفلية .. وهذا موجود في كل بنيات ومحاور النصوص الموجودة في قصيدة أشرب نخبك عند الدكتور طعمة.

وهذا العشق هو حب مطلق وخير مطلق واتحاد وتجلي بعشق الله المطلق الذي يصل إليه من خلال عشق مخلوقاته لتكون المرتبة الأعلى والأهم في عشقه والانتماء إليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى