شعر

الطريق إليك لا تُطل عليه السماء 

مصطفى فرج الطبولي

 

الطريقُ إليكِ

لا تُطلّ عليه السماءُ،

لأُشاهدَ بوصلةَ النجوم،

وهي تدلّني إلى ضياعي…

أُراقب ماجدة الرومي عن بُعدِ ابتسامتين

واحدةٌ منكِ إلى الربيع،

وأخرى منكِ للرحيل…!

ثم أُعيد مراقبتها عن كثب، وحزن،

عندما تصنع بصداها حنينًا ليس كالحنين،

وتنسج من ضغائن الماضي

وَردًا، وطينًا…!

 

الطريقُ إليكِ

لا تُطلّ عليه السماءُ،

كي أُحمي نجمةَ درويش التي أكلها الغيمُ،

وأرقصَ باكيًا فوق السياجِ القصيّ…!

 

كذلك،

لستُ “عاشقًا سيّئَ الحظ”،

أنا رجلٌ يَحسب نبضه بالقُبل،

ويُفسحُ للصمتِ نهجَ الليل،

يُكذّب اعترافَ حبيبته،

ويَرضخ لما يُمليه الفراق…

يأخذ تناقضَ الحبّ على محملِ اليقين…!

هاهنا،

في وحدته الشاسعة سينما تراجيدية،

تَبرد منها الشمسُ،

ويَبكي لها الأنبياء.

 

تلتقطُ صراخَ طفلةٍ من أقصى الأرض،

تُشاهدها الحياة

بوضوح الموت،

كيف تأكلُ شبابَها مع الحلم،

وتتركُ بكارتَها للهباء…!

 

الطريقُ إليكِ

لا تُطلّ عليه السماءُ…

 

لذلك،

أسجِنُ في خزانتي كلَّ يومٍ

لحمي، ودمي،

قلبي، وظنّي،

وأخرجُ على هيئة دفترٍ حكيمٍ يتنفّس غبارَ الوقت،

يرسمُ تقاسيمَ الغضب في انعكاس الغياب…

يُقطّع ألسنةَ الهواء،

يُلوّن النارَ بزرقة البحر،

ويكشف في بياضه حيرةَ الشّرف…

يُدوّن بين كلِّ سطرٍ وسطرٍ تنهيدةَ النهاية،

يُترجم مخاوفَ شهيدٍ حديث،

من أن يُنسى، كسلامِ العرب،

و”سدرةِ المنتهى”…!

 

ثم يمحو للعالمِ كلَّ أخطائه،

عدا زلّته القاتلة،

عدا خطيئته الخالدة…

 

عندما وأدَ القصيدةَ، وأنجبَ الشعراء…!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى