شعر

تألم يا صديقي وأنت تمضي

مصطفى فرج الطبولي

 

تألم يا صديقي

وأنت تمضي إلى الهناء بكامل غصتك

فكل الذي تجاوزته

ليست سوى صورٌ ترمش

في صدرك عند الالتفات !

واترك المِزهرية عارية من الورود بعض الوقت

اسقي ترابها الوحيد وقلبك العطِش

أمالاً فائضة التعَاقب

واملأ أشياء غرفتك بالأصنام النائمة

لم تعد الروائح تثير نُطق المعازف

لتوقظ الأغنيات من رقادها

 

دع كل الحقائق تغادر إلى الأزل الشريد

إلى تكرار الخيبة عند كل عيد

 

لا تربك الليل بطرق أوجاعِك

في حواري الوحدة

كُل المقاهي مغلقة هذه الساعة

وحدك النّادل هنا

تُقدم دماءك إلى الجمادات،

والقيود

إلى الموت، والوعود

هكذا مُرًّا

وبلا وجه يُعيد ابتسامتك المشرّدة

ولو على هيأة ‘زبون’ لا يُطيق الانتظار

 

تألم، يا صديقي وأنت تمضي

ولو بتعب خفيّ تقدّمه الرياح

من فراغات النوافذ،وخِفة الغربان

مِن أخدان النجوم، وودائع القصائد

يجدد شباب الشوك تحت ناظِرك

ولو كنت جالسا تَعد مرور الربيع

مُلونا

كلما سقط ضوء من صُراخ رصاصة

ولا تستعير لونا آخر

لتغيّر قميصك المخذول

 

للغاية رحيل بطيء، وشاسع

كابتسامة عربية

تقول دولة لعلمٍ لا يكف عن الارتجاف

 

وحدها أدميّتك المُعادة

لم تُضفّر من شَعر حواء

وهي في الطريق إلى الأرض البعيدة

إلى القُدس القريبة

 

تُركت َهلوعا يا صديقي

تستدعي وحدة تتهوه بلا رشاد عن أزقة الكون

كُن كتحية مُهملة

تُهوّد على أجنحة الملائكة

حيث تقف طويلا تحت كل ذكرى

أصلها في الماء، وفرْعها في الحنين…

أنت لم تُخلق من أَدِيمٍ سعيد

بل خُلقت من قلقٍ مكنون….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى