شعرمختارات

الشعرُ ماءٌ في كفوفِ الأنبياءْ

الشاعر عبدالعزيز جويدة مصر

قالوا حروفُكَ في الهوى والعشقِ

تُشبهُها تمامًا

أومأْتُ في صمتٍ برأسي

وابتسمتُ من الكلامْ

كيفَ استبانوا سرَّنا

ومَن الذي قد باحَ منا

مِن دونِ إذنٍ مُسبقٍ

ومَن الذي بالأمسِ

صرَّحَ بالغرامْ

حقًا حروفي كلُّها في العشقِ

تُشبهُ في الهوى محبوبتي

هي لحظةٌ خَلقَتْ وجودًا ثانيًا

بل ثالثًا بل رابعًا

بل غيَّرَتْ حتى طقوسَ العشقِ

في البلدِ الحرامْ

حقًا حروفي في الهوى والعشقِ

تُشبهُها تمامًا

نفسُ الملامحِ والتقاطيعِ البريئةِ

كلما مني أطلَّتْ للوجودِ كأنها

بدرُ التمامْ

🌹

قالوا حروفُكَ في الهوى والعشقِ

تَحملُ دائمًا نُبلَ الصفاتْ

لغةُ العيونِ وقد أتتنا للوجودِ

مِن السماءِ وعبَّرتْ وكأنها (غزلُ البنات)

لغةُ العيونِ توحَّدتْ في نظرةٍ

لتصيرَ قاموسًا جديدًا للهوى

هو ليسَ يَحملُ مفرداتْ

هي نظرةٌ في العشقِ صادقةٌ بحقٍّ

تستطيعُ بذاتِها تهبُ الوجودَ إلى الحياةْ

كم عاشقٍ أعيتْهُ في العشقِ الحيلْ

مِن هولِ ما فعلَ الحنينُ بقلبِهِ

في العشقِ ماتْ

هي نظرةٌ وبألفِ رُقيا

يستعيذُ بها الأحبَّةُ

مِن شرورِ الحاسدينَ

وكلُّها في العشقِ تصنعُ معجزاتْ

كم نظرةٍ في العشقِ أحيَتْ ميِّتًا

سبحانَ ربي في عُلاهْ

يَهَبُ الحياةَ لميِّتٍ

فتدُبُّ روحٌ من جديدٍ في الرُّفاتْ

🌹

قالوا حروفُكَ في الهوى والعشقِ

إحساسٌ سماويٌّ

بربِّكَ قل لنا

مِن أين تأتي بالكلامِ وبالحروفْ

فهززتُ رأسي باسمًا

وأجبتُهم :

تأتي لنا الكلماتُ

 تأتي دائمًا

واللهِ تأتي دائمًا حسبَ الظروفْ

حينًا تجيءُ كواكبًا دُريَّةً

مِصباحَ عشقٍ في زجاجاتِ التصوُّفِ

في جوانحِنا تَطوفْ

ومواكبًا بينَ الضلوعِ تَزُفُّ قلبي

للصبايا بالدفوفْ

حينًا تجيءُ كدمعةٍ حتى

وتنزفُ بينَ أعماقي حنينًا

سرمديًّا رائعًا

إحساسَ قلبٍ في الهوى مخطوفْ

قد علمونا في صبانا أن نجودَ بعُمرِنا

ولذا قضينا عُمرَنا في العشقِ دومًا

سُجَّدًا وعُكوفْ

قالوا لنا فلتُكثروا من بذلِ أنفسِكم لهُ

ولَبذلُ نفسٍ في الهوى

خيرٌ وأبقى من شهيدٍ

راحً قتلاً بالسيوفْ

🌹

قالوا حروفُكَ في الهوى والعشقِ

تأتي دائمًا

مَصبوغةً بالدمِّ تارةْ

معجونةً بالعشقِ تارةْ

من أينَ تأتي بالدماءِ

وبالحنينِ وبالإثارةْ ؟

فأجبتُهم من أن مُختصرَ العبارةْ

أن الكتابةَ دائمًا كالموتِ تأتي بغتةً

في أيِّ مقهى أيِّ شارعَ

أيِّ حارةْ

ومُروِّضُ الإزميلِ يَعلمُ مُسبقًا

أن البراعةَ إن أرادَ بفنِّهِ

يستنطِقُ الآنَ الحجارةْ

الشعرُ ماءٌ في كفوفِ الأنبياءْ

ماءٌ ويُجمعُ كلَّ يومٍ في إناءْ

يتوضَّأُ الإحساسُ منهُ

ليظلَّ قلبُ العاشقينَ على طهارةْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى