مقالات

الثقافة والتربية الدينية

سليمان يوسف 

الثقافة والتربية الدينية عندما لاتأخذ بمعطيات التاريخ الحقيقية باحداثها واسبابها ونتائجها كحالة موضوعية في التاريخ، لابدّ أنها ثقافة بائسة تساهم في عرقلة حالة النهوض والتقدم وتعمل على تكوين ذهنيات بمرجعيات لاتمتُّ إلى الوعي العلمي باية صلة، كذلك تساهم بإعادة إنتاج الحروب الجماعاتية الطائفية والمذهبية على قاعدة امتلاك وهم الحقيقة يدعمها الفهم المقدس لكل جماعة او مذهب، أو طائفة ، وحين تكتب من وجهة نظر احادية الجانب اي الجانب السلطوي والفقهي المساند والمؤيد لها في كل مستوياتها النظرية والعملية، ولا يبحث في اسباب هذه الصراعات التي تكونت عبر ازمنة انتجتها حالة التخلف والمصالح والتواطؤ بين مختلف التيارات والفئات والجماعات التي راهنت على مفاهيم لاتعتمد التاريخ الحقيقي بالأسباب والتائج، بل كانت رهانات طائفية ومذهبية انتجتها فتاوى السلطان الحاكم عبر ازمنة ساحت فيها دماء كثيرة وقتل الملايين بسبب ذلك؟! إن الصراع الهوياتي بات من أخطر الصراعات في هذا المشرق وغيره، ويتم الآن إعادة إنتاجه علي يد داعش والنصرة والإخوان اعتمادا علي نصوص وفتاوى فهموها بطريقة متخيلة من الاحداث التاريخية التي جرت في التاريخ القديم وتم تزويرها وتحويرها كصراعات مذهبية وطائفية وعرقية وغيرها، بحيث بتم إقصاء وقتل وإباحة كل ماهو مخالف لرأيهم مذهبيا وطائفيا. إن إعادة هذا الوعي الماضوي إلى زمنه السحيق، يجب الإنتباه له من حيث مصطلحاته القديمة وطريقة بنائه السوسيولوجي المعرفي، ومن ثم إعادة هذا المتخيل إلى واقعنا المعاصر في صيغ فقهية متخلفة، لايخدم قضايانا الحاضرة وحالة المجتمعات التي تتبنى العقد الإجتماعي تحت سقف دولة المواطنة والقانون التي تبحث عنه هذه المجتمعات وتحاول ان تعيشه في تفاصيل حياتها اليومية في السلام والامن للجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى