اخبار عالميةروسيا وأوكرانياسياسة

الجيش الروسي في مرمى الانتقادات بعد مقتل عشرات الجنود

نشرت الفايننشال تايمز مقالا عن الهجوم الأوكراني الأخير الذي أودى بحياة العشرات من الجنود الروس، بعنوان “الجيش الروسي يواجه انتقادات بعد مقتل مجندين في هجوم أوكرانيا”.

وبحسب المقال، فإن الضربة الصاروخية الأوكرانية في ماكيفكا التي تحتلها روسيا تثير أسئلة حول قدرة الجيش الروسي على التعلم من أخطاء الماضي.

وأوضحت الصحيفة أن مقتل العشرات من المجندين الروس في هجوم صاروخي أوكراني على ثكناتهم أدى إلى إعادة توجيه الاتهامات في موسكو بشأن إدارة الحرب.

وبينما أعلنت موسكو مقتل 89 من جنودها، زعمت كييف أن عدد القتلى الروس كان أعلى من الإعلان الروسي بكثير.

وفي البداية، أعلنت روسيا مقتل 63 شخصا، ثم رفعت الحصيلة إلى 89 قتيلا في وقت لاحق يوم الثلاثاء.

وتمثل هذه أكبر خسارة روسية في هجوم واحد تعترف بها موسكو، كما أنه أول تعليق رسمي على خسائر من أي نوع منذ سبتمبر/أيلول الماضي، وهو مؤشر على أن الكرملين يعدل روايته عن الحرب.

وأثارت حصيلة القتلى غضب المدونين العسكريين الروس المؤيدين للحرب ودعوات إلى معاقبة القادة المسؤولين عن سقوط هذا العدد الكبير من القتلى.

وكتب بافيل جوباريف، الذي حارب مع القوات الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا منذ عام 2014، على تطبيق تليغرام: “ماكيفكا إهمال إجرامي”.

وأضاف: “هذه هي أخطاء ربيع وصيف 2022. نحن في حالة حرب منذ 11 شهرا. من المهم جدا وضع القوات في مجموعات صغيرة – الجميع يعرف ذلك. قد لا يعرف المجندون هذا ولكن السلطات يجب أن تعرف!”

وقال إيغور جيركين، وهو ضابط مخابرات روسي سابق قاد الانفصاليين المدعومين من الكرملين في شرق أوكرانيا عام 2014، إن ماكيفكا “لم تكن الحالة الأولى من نوعها، كانت هناك أيضا العديد من هذه الحالات العام الماضي. لكن جنرالاتنا غير قابلين للتدريب من حيث المبدأ”.

وزعمت هيئة الأركان العامة الأوكرانية يوم الثلاثاء أن حوالي 500 جندي روسي قتلوا أو أصيبوا في قصف بعيد المدى عشية رأس السنة الجديدة، هذه المرة في تشولاكيفكا بمنطقة خيرسون الجنوبية.

ومنذ الصيف، استخدمت القوات الأوكرانية صواريخ موجهة بدقة حصلت عليها من الغرب أو راجمات صواريخ هيمارس، والتي يبلغ مداها حوالي 70 كيلومترا، لمهاجمة تجمعات القوات الروسية ومراكز القيادة ومستودعات الأسلحة وطرق الإمداد. وأعطت الصواريخ أوكرانيا قدرة هجومية حاسمة، مما أجبر موسكو على تعديل تكتيكاتها.

وقال دارا ماسيكوت، الخبير في الشؤون العسكرية الروسية في مؤسسة راند البحثية: “لقد تعلم الجيش الروسي نقل مستودعات القيادة والسيطرة والمستودعات اللوجستية الرئيسية خارج نطاق هيمارس منذ أواخر الصيف. أدى هذا التغيير إلى تقليل العدد الإجمالي للأهداف عالية القيمة التي يمكن للقوات الأوكرانية ضربها.

وأضاف ماسيكوت أن “تمركز الكثير في موقع واحد كان خطأ. مع بقاء كبار القادة بعيدا عن الجبهة، من المرجح أن تحدث هذه الأنواع من الهفوات وسوء التقدير. هذه المرة، استغل الأوكرانيون الخطأ”.

وألقى مسؤولون موالون لروسيا في دونيتسك باللوم على استخدام المجندين هواتفهم المحمولة في هجوم ماكيفكا، مما كشف مواقعهم للجيش الأوكراني، وهو ادعاء كررته وزارة الدفاع الروسية ليلة الثلاثاء، وفقا لوكالة أنباء تاس الحكومية.

لكن آخرين وصفوا ذلك بأنه محاولة لإلقاء اللوم على الجنود أنفسهم. وقال ألكسندر كوتس مراسل الحرب الموالي للكرملين في تيليغرام: “من الأسهل بالطبع إلقاء اللوم على القتلى”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى