مختاراتمقالات

الاحتفال بيوم الأم

عزت الشنيطي

الأم هى نبع الحنان ، وهى اللبنة الأهم فى بناء الأسرة، ومن ثم المجتمع، فبصلاح الأم تصلح الأمم

الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق

مما لاشك فيه أن وراء كل عظيم إمرأة ، ترسخ القيم وترسى المبادىء والأخلاق ، وتغرس بصغارها طيب الطباع ، وتحيى ضمائرهم وترتقى بهم وتنشأهم على فضائل الأمور ، وتزرع فيهم الأمل ، وتنير لهم دروب الحياة .

إن أهم وأدق لبنة فى بناء الأسرة هى الأم ، ومن هنا كانت عناية الإسلام والأديان السماوية ( تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس) فاختيار الزوجةالصالة نجاج لبناء أسرة ناجحة ولذا كانت عناية الإسلام بالأم لمكانتها وسمو شأنها ، لما سئل الرسول الكريم : من أحق الناس بحسن صحابتى يارسول الله ؟ قال: أمك قال ثم من ؟ قال : أمك، قال ثم من قال: قال أمك ؟ ثلاث مرات للتأكيد على أهمية هذا الدور العظيم ، الذى لايستطيع أحد القيام به إلا الأم الصالحة.

إنما الأمم الأخلاق مابقيت. فإن هم ذهبت أخلاقه ذهبوا إن صلاح الأمم لاولن يكون بكثرة أموال فحسب بل بصلاح الأمم والتى إن صلحت صلح المجتمع كله.

فى ظل الاحتفال العالمى بيوم الأم ، فحرى بنا أن لا ننسى ماتعانيه أمهاتنا بأرضنا المحتلة ، ولاننسى كذلك أطفالنا الذين أنهكتهم حرب لاناقة لهم فيها ولاجمل ، حرب حولت البشر إلى أشباح ينهكهم الجوع والعطش والمرض وبرد الليل وحرارة شمس النهار ، يمشون وسط الدمار حفاة عراة تشكلت بشرتهم بلون التراب ، لايملك كثيرون منهم ولو حتى حذاءاً ممزقاً ، أطفال شاحبون ، جائعون ، مرضى ، ليس لهم أمل إلا أن تضع الحرب أوزارها،رغم ارتقاء أباؤهم وأمهاتهم وأهلوهم شهداء.، مازالوا يبحثون بين الركام عن شىء يذكرهم بأهليهم ، ففى الوقت الذى فيه أطفال العالم يستمتعون بالذهاب إلى أرقى المدارس وينعمون بأجمل الثياب ، ويسكنون الفلل والقصور ، ويستمتعون بالأمن والدفء فى أحضان ذويهم ، أما أطفالنا فى غزة فقد حرموا من ذلك كله ، فلامدارس ، ولامستشفيات، ولابيت ولا أسرة فالكثيرون من أهل غزةارتقوا ، وتركوا لأبنائهم الحسرة والألم ، فالبيوت قد هدمت فوق رؤوس ساكنيها، والمدارس قد نسفت عن بكرة أبيها ، وأصبحت مدن بأكملها أثراً بعد عين.

نتوجه بالنداء إلى الأمم الراقية هؤلاء الأطفال يحتاجون أن يعيشوا فى سلام فلقد طال أمد الحرب ، وزاد الفقر عن الحد ، وأصبحت الأمهات فى معاناة من كل شىء من جوع ومرض وبلا مأوى.

إن الكثير منا تستوقفه المشاهد ، وقد تؤثر فيه ، وقدينهمر بالبكاء . ، كل هذا لايكفي ، إن قضية أطفالنا فى الأرض المحتلة تحتاج أن تصل للعالم أجمع بالشكل الصحيح فكثر من الناس كانوا لايعرفون عنها شيئا .

أخيراً إذا ما أردناً أن نبنى مجتمعاً صالحاً فعلينا أن نبدأ بأم صالحة فصلاح المجتمعات أساسه أم صالحة.

فى ظل الاحتفاء باليوم العالمى للأم أتوجه إلى كل أم

كل عام وأنت أطيب وأرق أم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى