اسلاميات وعقائدمقالات

فضل ايام العشر من ذي الحجة

بقلم : هدى الفريطيس
..قال تعالى” اليوم أكملت لكم دينكم ،واتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا “..
فالحمد لله على نعمه..وقد جاء في الأثر أن يهوديا قال لعلي كرم الله وجهه (لقد انزلت عليكم آية لو نزلت علينا نحن بني يهود لأتخذناها عيدٱ ..فسأله وما تلك أجابه ((اليوم أكملت…)) فقال له ونحن نتخذها عيدا فقد انزلت هذه الآية بيوم الوقفة بعرفات..
تقبل علينا هذه الآونة ايام مباركات اقسم الله بهن …و( وليال عشر..) ولهن من الفضل العظيم ما لا يعلمه إلا الله..فكما أدركنا رمضان بصيامه وقيامه وسعي بالعشر الاواخر لإدراك ليلة القدر العظيمة التي هي خير من الف شهر والتي تتنزل بها الملائكة والروح (جبريل عليه السلام)..غير أنها مخفية بين تلك العشر..فينعم الله علينا بأيام عشر مباركات ليلهن ونهارهن سواء تضاعف بها الحسنات والأعمال الصالحة ويتم الله نعمته علينا بيوم الوقوف بعرفة لينزل إلى الدنيا نزولاً يليق لجلالته مباهيا ملائكته بالحجاج الواقفين بين يديه بعرفة داعين ملبين ذاكرين فيشهد جل وعلا ملائكته أنه قد غفر لهم…
فالحمد لله على نعمة الإيمان ونعمة الاسلام..
وهذا الفضل لا يقتصر على الحجيج فقط بل هو منة الله لكل من سعى لإدراك هذا الفضل من عامة المسلمين..عن ابن عباس رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال” ما من ايام العمل الصالح فيها احب الى الله من هذه الأيام..”فقيل ولا الجهاد في سبيل الله ؟..قال ولا الجهاد في سبيل الله الا رجل خرج في سبيل الله بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشئ “..
فهذه الأيام نفحات من الله لعباده المؤمنين فهنيئاً لمن أدركها وأدرك فضلها بعمل صالح،من تصفية لقلبه من كل سوء من شرك وحسد وغل وبغض لأخيه المسلم وتزكية أعماله وصلة رحمه والاكثار من النوافل والذكر والدعاء وقيام الليل وقراءة القران والصيام وبذل الصدقة والأمر بالمعروف وإصلاح ذات البين بين المسلمين وبذل الصدقة فكل عمل معروف يؤجر عليهويضاعف عن الله
وقد حدثت ام المؤمنين عائشه رضي الله عنها أنه كان شاب إذا أهل هلال ذي الحجة أصبح صائما فبلغ ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فدعاه فسأله عن ذلك فقال “أنها ايام الحج والمشاعر ،وعسى الله أن يشاركني في دعائهم ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم”فإن لك بكل يوم تصومه عدل عتق مئة رقبة، ومئة بدنة ،ومئة فرس تحمل عليها في سبيل الله ، فإذا كان يوم التروية فكل مئة تصير ألفا.فإذا كان يوم عرفة صارت الألف الفين..” وصيام يوم عرفة يكفر سنتين،سنة قبلها وسنة بعدها..”..
وقد حدث علماء التفسير لقوله تعالى””..وواعدنا موسى ثلاثين ليلة واتمنناها بعشر، فتم ميقات ربه أربعين ليلة “”…فهى ايام العشر من ذي الحجة..التي كلم الله فيها موسى تكليما وقربه نجيا وكتب له فيها الألواح..
سن بهذه الأيام الإكثار من الذكر والدعاء والتكبير بالصلاة وغير الصلاة وحتى بالأسواق وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون هذا سعيا وراء الأجر..
عن ابي الدرداء عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال”” الويل لمن حرم خير الأيام العشر “”..
وقد جاء بالأثر أن موسى عليه السلام خاطب ربه فقال” اللهم اني قرأت في الألواح أن أمة يذبحون قربانهم ويأكلون منه ويتصدقون به، اجعلها أمتي..فيقول له جل وعلا هي أمة محمد..وقد كانت الأمم السابقة تقدم قربانها فاءن احترق فهو الدلالة على تقبله..
وعن عبيد بن عمير الليثي قال ((…بلغنا أن الله تعالى قد أهدى لموسى بن عمران خمس دعوات جاء بهن جبريل عليه السلام في الأيام العشر…
اولهن..* لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
ثانيهن*..اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ،الها واحدا أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا..
ثالثهن*.. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،احد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد..
رابعهن *..اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي و يميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير…
خامسهن*.. حسبي الله وكفى ،سمع الله لمن دعا، ليس وراء الله منتهى..))
فالحمد لله على نعمة الاسلام والايمان والحمد لله أن هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله…وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وفرج عن إخوتنا بغزة كربهم وهون عليهم شدة ما يلاقون واهلك عدوهم واصلح ذات بين المسلمين وحفظهم اجمعين…
كل عام وكل الأمة الإسلامية بخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى