الكلاب تدرِّس الوادي فنون النباح
مصطفى فرج الطبولي
الكلاب تدرِّس الوادي فنون النباح
لتنتصب نظرة الذئب الجموح
وتشرُد النعاج عن خرافها !
تشاهدها القطط الأليفة، والذاكرة البعيدة
كيف تحرك ذيولها في وجه السيد الفلاح، وتتبول على أكياس القمح النقي !،
تقدح بلا هوادة مآثر الكلاب في الوفاء !
تنقل لُعابها إلى الحليب الطازج
كلما انشغلت الأم برفع رداءها عن روث الفئران!،
الغابة تعاني داء الثعلبة، تَبكي على هيأة أزهار صفراء ثم تجثو متجهمة تحت غياب المطر!
يُحكى قديما
بتوقيت نبتة ( القميلة)، وتاريخ قصة ( انبسيسي) بالنسبة لبيتنا العتيق،
وشجرة الزيتون بين “شيبات” الألبوم
وحديثا في ملامح شاب يتصعد الثالثة والعشرون صمتا ،
يتعلم المشي حبا،
يتخذ من النوم عُطلة التفاصيل !
أن الليل كان يغني لتستدرج السماء كتمان المطر، ويبلل الأمل شفاه المزارع!
الأزهار تمشِّط رداء الأم، وتعطِّرخطوات النوارس!،
الفئران تهادن القطط على الزرائب المهجورة !
الكلاب تبتسم من خناق الفلاح!
وتترك القمح مغنما للحمام، والعائلة !
لم يكن طعم السعادة يخبرنني أنني أگبر ركضا
على نقيق البغباغ،
وغرفتي تخجل من أصداء ( توم وجري)