داخل الصندوق
في أزمنةِ الملح
تتصحّرُ جيناتُ الجفاف
تميلُ إلىٰ التكاسلِ
تنتابها أفكارٌ تالفةٌ
وتصطدم بانسدادٍ معرفيّ
هناكَ تتآكلُ العيونُ
في استرخاءِ السواد
بعيداً عن الأنظارِ
ركني مخفيّ في الزوايا
مدادهُ المرّ يسحقُني
كرغيفٍ مهشّم
يحاكي هشاشةَ الجذرِ
بينَ ذاكرتي ونبضي
أرى ومضاً يتدلّى من ثقبٍ مردومٍ
يحصي شكوكَ الكاهنِ ويقينَ الحجرِ
يباركهُ ويتبركُ به
يغوي قطعانَ الماشيّةِ
إذْ لا هَمّ لها سوىٰ العلف المجانيّ
في ظلِّ غيابِ الفكرةِ
والتراخي في مضمارِ السباق !!
أنا لا أهدي عطراً لمزكومٍ
فحينَ أشيرُ إلى القمرِ
لا ينظرُ الأحمقُ إلاّ إلىٰ إصبعي !!
لا تقلْ إني علىٰ قيدِ الحياةِ
فكُلّ العيونِ ستغتالكَ
وتسلمكَ إلىٰ مَنْ يلعبُ بالبيضةِ والحجرِ
تكريساً للهيمنة
وإلى مَنْ يجترّ السوادَ إلىٰ بياضهِ
إحكاماً لقبضةِ الاستبداد
فهلْ من استفاقةٍ ؟
وهلْ من نجاة ؟
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ