تكنولوجيامنوعات

ما هي شريحة H100 التي نقلت “إنفيديا” إلى التريليون دولار؟

بعد أكثر من ثلاثين عاما على مباشرة أعمالها، اتخذت شركة “إنفيديا” من العام 2023 نقطة تحول إلى مرحلة لم تكن تتوقعها، مستفيدة من تسابق شركات العالم، إلى تبني أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في كل منتج وخدمة وعملية تجارية.

فالشركة التي كانت تستعد منذ نحو 7 أشهر، لمواجهة تراجع كبير في الأرباح والمبيعات، تحولت مع ظهور أول نسخة من ChatGPT في نوفمبر 2022 إلى “نجمة” في عالم التكنولوجيا، وذلك بفضل المكونات التي تنتجها، والتي لولاها، لما كان ChatGPT وغيره من البرامج المماثلة، تتمتع بالذكاء الخارق والقدرة على تحليل البيانات بسرعة فائقة.

خامس شركة أميركية تخترق التريليون دولار

وتقترب “إنفيديا” حاليا من أن تصبح خامس شركة أميركية، تخترق قيمتها السوقية حاجز التريليون دولار أميركي، وذلك مع ارتفاع أسهمها بشكل كبير خلال الأيام الماضية، إذ وصلت قيمة السهم إلى نحو 390 دولارا، في آخر يوم تداول الأسبوع الماضي، وقد حصل ذلك بدعم من إعلان “إنفيديا” أنها حققت أرباحا وإيرادات أكبر من المتوقع، خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في أبريل 2023.

أسهم الذكاء الاصطناعي تقفز بمؤشر ناسداك.. وسهم إنفيديا يحلق

إيرادات تخطت 7 مليارات دولار

ووصلت ربحية سهم “إنفيديا” خلال الفترة الممتدة بين فبراير وأبريل 2023 إلى 1.09 دولار، مقابل توقعات بوصولها إلى 0.92 دولار، في حين تخطت الإيرادات حاجز 7.1 مليارات دولار، حيث كانت التوقعات تشير إلى بلوغها 6.5 مليارات دولار.

القيمة السوقية 952 مليار دولار

وإثر الإعلان عن هذه النتائج، لامست القيمة السوقية لـ “إنفيديا” مستوى 960 مليار دولار، إذ أتى هذا الارتفاع أيضاً، بدعم من توقع الشركة تحقيقها لإيرادات بقيمة 11 مليار دولار أميركي خلال الأشهر الممتدة من مايو إلى يوليو 2023، وهي توقعات أعلى بنسبة 50 بالمئة من تقديرات وول ستريت.

ارتفاع مذهل في السهم بفضل H100

وقبل سبعة أشهر فقط، أغلقت أسهم “إنفيديا” عند أدنى مستوى لها في عامين قرب 112 دولاراً للسهم، لتقترب الآن من 380 دولاراً، وهذا الارتفاع المذهل الذي حققه السهم، يعود إلى سبب رئيسي يدركه المستثمرون جيداً، وهو امتلاك “إنفيديا” لشريحة الرسوميات H100 التي تم وصفها بالأسطورية، والتي تتهافت الشركات للحصول عليها رغم ثمنها الباهظ، بسبب قدراتها الهائلة في تطوير إمكانات الذكاء الاصطناعي، وهذا ما ساهم في تحوّل “إنفيديا” إلى شركة لا يمكن إيقافها حالياً.

من هي “إنفيديا”؟

هي شركة تصميم معالجات وبطاقات رسوميات أميركية، وهي تفوض أطرافاً آخرين للقيام بمهمة تصنيع شرائحها، ويقع مقرها في سانتا كلارا في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة.

ورغم وجود الكثير من الشركات المنافسة لها مثل إنتل وAMD، تمكنت إنفيديا من الاستحواذ على حصة 95 بالمئة من سوق المعالجات الرسومية، لاستخدامات الذكاء الاصطناعي وفقاً لـNew Street Research، وذلك بفضل تطور قدرات المنتجات التي تطرحها في هذا المجال، وقد أعلنت مراراً أنها تريد أن تجعل من الذكاء الاصطناعي أسرع بنسبة تزيد على مليون بالمئة، مقارنة بالسرعات المتوفرة حالياً.

ما هي شريحة الرسوميات H100؟

ويقول مطور التطبيقات ومحلل شؤون التكنولوجيا هشام الناطور، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن شريحة الرسوميات H100 هي شريحة استثنائية بالفعل، وهي أفضل ما أنتجه العقل البشري في هذا المجال، حيث نقلت العالم إلى عصر جديد من الأداء، وذلك مع تلبيتها لاحتياجات العلماء والمهندسين، لناحية إمكانيات العمل بسرعة هائلة، وتنفيذ مهام الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء، والمزيد من الأشياء المعقدة، بأسلوب حطم كل المعايير السابقة في هذا المجال، لافتاً إلى أننا لا نتحدث هنا عن شريحة رسوميات عادية، بل عن شريحة تستخدم في أحدث المصانع التي تعمل بالروبوتات، في المستشفيات، في صناعة الأسلحة المتطورة، وغيرها من المجالات المهمة.

إنفيديا تعتزم بناء كمبيوتر عملاق لدعم الأبحاث الطبية

عناصر قوة خارقة

وبحسب الناطور فإن عناصر قوة شريحة H100 تنطلق من طريقة تصميمها، والذاكرة الرسومية والذاكرة المساعدة التي تمتلكها، مروراً بعدد أنوية المعالجة وقوتها، وصولاً إلى سعة تبادل البيانات، لافتاً إلى أن H100 تحتوي على 80 مليار ترانزستور، ما يجعلها أسرع بـ 30 مرة، مقارنة بأقرب منافس لها، وهذا ما مكنها من سحق جميع أشكال المنافسة، فالبرنامج الذي يستخدم شريحة H100 سيكون أسرع بـ 30 مرة مقارنة بالبرنامج الذي لا يستخدم هذه الشريحة.

ويشرح الناطور أن شريحة H100 من إنفيديا، هي معالج رسوميات يعمل كالعقل، ومهمتها تفسير التعليمات وإبلاغ المكونات الأخرى بما يجب فعله، حيث لا يمكن لمهمات الذكاء الاصطناعي، أن تتم دون هذه الشريحة، التي تمنح أي برنامج أو تطبيق، قدرة على المهام فائقة الصعوبة، نظراً لقدرتها الهائلة على تحليل البيانات بسرعة غير مسبوقة، كما أنها تتميز بمستويات أمان عالية جداً.

هل تحولت “إنفيديا” فعلاً إلى شركة لا يمكن إيقافها؟

ويضيف الناطور أن شريحة H100 هي شريحة مخصصة لمهام الذكاء الاصطناعي، وباتت مكوناً أساسياً فرض وجود “إنفيديا” على رأس الشركات المستفيدة من الثورة، التي أحدثها الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي، وهو الذكاء التوليدي، إذ تقوم هذه الشريحة الخارقة بتسريع عملية تدريب الآلة على الاستجابة لطلبات المستخدمين، لافتاً إلى أن H100 حوّلت بالفعل “إنفيديا” إلى شركة لا يمكن إيقافها، فرغم أن سعر شريحة H100 يصل إلى 40 ألف دولار أميركي، فإنها تبقى الشريحة المفضلة للشركات، التي تبني تطبيقات مثل ChatGPTوغيرها من الخدمات المماثلة.

لا منافس قادر على التغلب على إنفيديا

ويكشف المحلل التقني في حديثه لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أن هناك منافسين مثلAMD وإنتل يمتلكون شرائح أرخص ثمناً يصل سعرها إلى 17 ألف دولار، ولكن الشركات الكبيرة وفي ظل السباق المحموم، الذي تشهده أدوات الذكاء الاصطناعي تبحث عن تطوير سرعة منتجاتها، وبما أنه لا يوجد حتى الساعة أي منافس قادر على التغلب على شريحة H100 بسبب برمجياتها الخاصة، فإن”إنفيديا” ستكون الرابح الأكبر في هذه السوق.

وفي المحصلة يمكن القول إن ما تقدمه شريحة H100 لعالم الأعمال، يتناسب تماماً مع سعرها، حيث إن جميع المعلومات التي تم ذكرها بشأنها، تعطي صورة واضحة عن السبب الذي دفع أميركا إلى منع “إنفيديا” من بيع هذا النوع من الشرائح إلى الصين، إضافة إلى امتلاك الشركة العديد من عناصر القوة المتمثلة في منتجات وخدمات متفوقة أيضاً.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى