أبحاثصحة و جمال

جائزة علمية مرموقة لبحث كشف السبب الرئيس وراء النوم القهري

يسلط الضوء على آلية مركزية وراء النوم والاستيقاظ

إيمانويل مينوت (على اليسار) وماساشي ياناغيساوا (على اليمين)، ساعد اكتشافهما في إيجاد علاجات تخفف من وطأة المرض (جامعة ستانفورد/جامعة تسوكوبا)

 

فاز فريقان من العلماء، أحدهما في الولايات المتحدة والآخر في اليابان، بجائزة مشتركة عن بحث نهضا به وكشف عن الأسباب الرئيسة الكامنة وراء اضطراب النوم المزمن، داء “التغفيق” أو “النوم القهري” narcolepsy كما يسمى [ينطوي على نوبات نوم مفاجئة بغض النظر عن الوضع أو المكان، مما يسبب مشكلة حقيقية للمصاب].

حصد الباحثان، إيمانويل مينوت من كلية الطب في “جامعة ستانفورد” الأميركية وماساشي ياناغيساوا من “جامعة تسوكوبا” اليابانية، “جائزة الاختراق [العلمي]” المرموقة (بريكثرو Breakthrough) [إنجاز علمي فريد] لعام 2023 عن فئة علوم الحياة، على اكتشافهما أن النوم القهري يندرج ضمن الأمراض الضمورية العصبية.

فريقا البحاثة اللذان يديران مختبرين منفصلين، يتابعان برامج بحثية مختلفة تلاقت من فهم جديد للأسباب الجينية التي يعزى إليها داء “التغفيق”.

ووجد الباحثان أن البروتين (ناقل عصبي) “أوركسين” orexin المسؤول عن تنظيم اليقظة، ويسمى أيضاً “هيبوكريتين” Hypocretin يؤدي دوراً رئيساً في اضطراب النوم المزمن هذا.

وكشف المختبران أن تحفيز “التغفيق” لدى البشر جاء من طريق الجهاز المناعي الذي هاجم الخلايا المسؤولة عن إنتاج “الأوركسين”، ظناً منه على الأجح أنها جسيم فيروسي، وقد أدت النتائج التي خلصا إليها إلى علاجات من شأنها أن تخفف وطأة

يقول الباحثان إن دراساتيهما اللتين حازتا الجائزة تلقيان الضوء أيضاً على آلية مركزية تكمن خلف عملية النوم والاستيقاظ، وقد سمحتا بابتكار عقاقير تحفز على النوم.

وبلغت قيمة كل من الجائزتين 3 ملايين دولار، وشمل رعاتها أحد مؤسسي “غوغل” سيرغي برين، والزوجين بريسيلا تشان ومارك زوكربيرغ، والزوجين جوليا ويوري ميلنر وآن واجيتسكي.

كذلك فاز ديميس هاسابيس وجون جامبر من “غوغل” بالجائزة في فئة علوم الحياة لتطوير نظام ذكاء اصطناعي يسمى “ألفا فولد2” AlphaFold2 في مقدوره أن يتنبأ بسرعة ودقة بالبنية ثلاثية الأبعاد للبروتينات.

وفي وقت سابق من العام الحالي حمّل الذكاء الاصطناعي إلى قاعدة بيانات عامة 200 مليون بُنية بروتينية، علماً أنها تشمل تقريباً كل بروتين معروف عبر شجرة الحياة.

ويقلص الذكاء الاصطناعي الوقت الذي يحتاج إليه العلماء لتحديد بنية البروتين من أشهر أو سنوات إلى ساعات أو دقائق، مما يطرح إمكانات هائلة لاستخدامه في تطوير أدوية وفي علم الأحياء التركيبي وفهم الأمراض.

الباحثان اللذان اكتشفا نوعاً جديداً تماماً من التفاعل تشهده الخلايا بين بروتينات وجزيئات حيوية أخرى في ظل غياب الأغشية، حصلا أيضاً على جائزة “الاختراق [العلمي]” في فئة علوم الحياة.

ووجدا أن قطرات عديمة الغشاء شبيهة بالسائل، على غرار قطرات الزيت التي تتكون في الماء، تؤثر في عمليات كثيرة تدور داخل الخلايا ومن بينها تنظيم الحمض النووي الريبوزي منقوص الأوكسجين “دي أن أي” DNA وانقسام الخلايا.

ويقول العلماء إن النتائج تنطوي على استخدامات سريرية وقد تقود إلى تقدم في علاج الأمراض التي تتسبب بتدمير الخلايا العصبية ومن ثم العجز من قبيل “التصلب الجانبي الضموري” (اختصاراً ALS).

وعن فئة الرياضيات فاز دانيال سبيلمان بالجائزة للاكتشافات المتعددة في علوم الكمبيوتر النظرية والرياضيات، وعن فئة الفيزياء تشارك تشارلز اتش بينيت وجيل براسارد وديفيد دويتش وبيتر شور جائزة “بريكثرو” لعملهم في المعلومات الكمومية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى