آثارأخبار مصرتقارير مصريةسياحة و سفرمنوعات

مصر والسياحة … لماذا الإخفاق؟!

بقلم السفير يوسف مصطفى زاده

 

الحديث عن أسباب عدم بلوغ مصر ترتيب متقدم فى الدول السياحية رغم توافر امكانيات سياحية أثرية و شاطئية .

و كنت دايما خلال عملى سفيرا بالخارج أشير الى أننا لدينا سياحة صيفية و شتوية أيضا عكس دولة مثل تركيا .

و لكن ، فيما يلى ما أراه :

١= عدم امكان السائح التجول فى مدينة مثل القاهرة دون التعرض للاستظراف و المضايقات و فى كثير من الأحيان التحرش.

٢= عدم امكان تجول السائحات بملابس خفيفة دون التعرض للمضايقات حتى فى المناطق الأثريةو الساحلية بالبحر الأحمر .

٣= عدم امكان استخدام السائح المواصلات العامة كما هو الحال فى معظم الدول السياحية.

٤= عدم توافر أى امكانيات سياحية فى ساحل البحر المتوسط اللهم سوى بعض الفنادق فى دمياط و بورسعيد و الاسكندرية و وجود فنادق باهظة الأسعار على امتداد الساحل الشمالى و الذى احتكرت شواطئه نحو ١٤٠ قرية يقوم المصريون أعضاء تلك القرى فقط باستخدامها .

٥= عدم توافر التواليتات المناسبة فى معظم المناطق السياحية سواء الأثرية أو الشاطئية من الاسكندرية و حتى الأقصر .

٦= رغم تحدث الآلاف من المصريين بلغات حية ، عكس تركيا و أسبانيا على سبيل المثال ، فان اللغة تستخدم للتحايل على السائح للشراء فى خان الخليلى و هضبة الأهرامات و منتجعات البحر الأحمر .

٧= عدم وجود عدادات للمحاسبة فى معظم تاكسيات مصر ، و تهالك الكثير من تلك السيارات.

٨= تفنن الباعة فى الأسواق فى النصب على السائح بأسعار غير واقعية بغية تحقيق مكاسب .

٩= ثقافة الsouvenirs أو السلع التذكارية المصنوعة من حجر الألباستر أو النحاس و بأحجام لا تراعى سفر السائح بالطائرة و ما يعنيه ذلك من نفقات وزن زائد .

١٠= فساد منتشر فى شرطة السياحة و غياب الرقابة خاصة فى المناطق الأثرية ، بل و ترك البلطجة و النصب على السواح تحت بصر هذا الفرع الفاشل من أفرع جهاز الشرطة .

١١= منع السائح من التصوير فى أماكن أثرية كثيرة مما يحول رحلته لمصر الى رحلة منعدمة التذكارات و الصور.

١٢= وضع قيود كبيرة على التصوير بالمسيرات drones وخاصة للشركات التلفزيونية الأجنبية بحجة الأمن .

١٣= عدم توافر عدد مناسب من شبابيك تغيير العملات ، و عدم قبول كروت الائتمان فى أماكن سياحية كثيرة ، و التحجج بعدم وجود فكة للنصب على الأجانب

١٤= وضع قيود كبيرة على الطيران العارض مما يقلل من حركة السائح الوافد بشكل كبير .

١٥= منع القادم للمطارات الدولية من شراء السلع المعفاة من الجمارك الا فى حدود ضيقة للغاية ، و كأن الدولة تحد من مكاسب الأسواق الحرة بالعملات الصعبة بالمطارات.

١٦= عدم وجود فنادق ٣ و ٢ نجوم مناسبة من حيث النظافة و الموقع ، و تركيز الدولة على سياحة الخمس نجوم فقط ، مما يحرم الدولة من ملايين من السائحين ذوى الامكانيات المتواضعة مثل ال back packers.

١٧= تخفيض كبير فى عدد رحلات مجرى النيل nile cruise من القاهرة للأقصر و أسوان مما أضاع على الخزانة العامة أموالا طائلة .

١٨= عدم توافر عوامل كثيرة للترفيه العائلى للأجانب و اختصار الرحلة لمصر على الفندق و الأماكن الأثرية عكس باقى الدول التى تستقطب عشرات الملايين .

١٩= ضعف شبكة الربط لشركات الطيران المصرية مع دول هامة مثل الصين و اليابان و الولايات المتحدة و كوريا ، و هى دول تصدر عشرات الملايين من السائحين للعالم سنويا .

٢٠= قيام الشرطة بوضع كمائن تفتيش فى مداخل توافد السائحين مما يتسبب فى ازدحام شديد للمركبات و ضياع البرنامج السياحى للحافلات السياحية .

٢١= ضعف شبكة الانترنت فى البلاد و وجود تظام الباقات التى لا تتيح استخداما طويلا للخدمة .

٢٢= الازدحام المرورى فى المدن الكبرى و انعدام ثقافة القيادة على الأصول المطبقة فى دول العالم.

٢٣= وجود الملايين من الكلاب و القطط الضالة و التى يتفاعل معها السائح بالتعاطف ، و أيضا مع مشاهدة سوء معاملة حيوانات النقل مثل الحمير و الخيول .

٢٤= تدنى مستوى النظافة فى كثير من الأماكن السياحية و عدم تواجد أفراد للنظافة و الصيانة .

٢٥= تهالك الكثير من العملات الورقية ، و لقد شاهدت الكثير من المجاميع السياحية التى تتعامل مع ورقات النقد بالقفاز الطبى بسبب تلوثها .

٢٦= سوء تنظيم المطارات المستقبلة للسائح و تأخر وصول الحقائب و الطوابير التى تتشكل عند الوصول و عند المغادرة ، مع وقوع السائح تحت رحمة النصب و الاحتيال من التاكسى و الليموزين و غيرها فور الخروج من مبنى المطار .

٢٧= ثقافة المجتمع الذكورى و قيام الرجال ب٩٩% من أعمال الخدمات السياحية و اختفاء المرأة فى ذلك القطاع ، مثل الاستقبال بالفنادق و تسوية و نظافة الغرف و تقديم المأكولات و المشروبات مما يشعر السائحات بعدم الراحة فى كثير من الأحيان.

و قد سمعت من بعض الأجانب أنهم لم يتسنى لهم رؤية شابة أو سيدة مصرية طوال فترة اقامتهم بمنتجعات البحر الأحمر .

٢٨= تصرفات عنصرية من بعض القائمين على الخدمات السياحية تجاه السائحين من بعض الدول الافريقية و الآسيوية ، و تفضيلهم تقديم الخدمة للنزلاء من العرق الأبيض .

٢٩= المغالاة فى أسعار المأكل و المشرب بالفنادق من خلال فرض مجموعة من الضرائب و الرسوم التى لا تفرضها الدول السياحية الكبيرة .

٣٠= ثقافة البقشيش فى كل الخدمات السياحية المقدمة و التى تعتبر من عوامل مضايقة السائح خلال اقامته لأنها تأتى فى شكل اتاوة ضرورية .

٣١= مضايقة الزوار من خلال كثرة تجمع الشحاتين حول الوفود السياحية .

٣٢= اعتماد السياحة فى مصر على المجاميع و عدم الاهتمام كلية بالمجموعات الصغيرة و الأسر بل و السائح المنفرد ، و كأننا نقول أن مصر غير آمنة اذا زرتها وحدك .

أتمنى أن تظل مصر مقصدا سياحيا متميزا ، و لكننا ، كمجتمع أولا ، ثم كدولة ، علينا ازالة معظم تلك المعوقات التى تنخفض بالسياحة الوافدة الى ربع ما تستحقه أرض الكنانة و العجائب و الحضارة و الجمال و الطقس الرائع .

 

سفير بالمعاش/ يوسف مصطفى زاده

أغسطس ٢٠٢٢

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى