اسلاميات وعقائد

حاتم عبدالحكيم عبدالحميد يكتب : أحد السعف:رمزية دخول المسيح القدس بالأتان

أحد القيامة :أسئلة تعقلية حول أفكارنا عن طبيعة الله

أحد الشعانين والسعف والزيتون ويسمى بالمتداول بين الناس حد الزعف ، وهو يوم ذكرى دخول المسيح – عليه السلام – إلى مدينة القدس بالأتان « أنثى الحمار » ويحمل رمز إنساني وسلام ، وأهالي المدينة استقبلوه بالسعف والزيتون واستقبلوه كملك كما يفهم شعب الكنيسة . فهذا اليوم ضمن أسبوع ما قبل يوم القيامة من الموت بحسب المعتقد الكنسي والشعب المسيحي ، حيث أن المسيح في عقيدة الكنيسة ابن الله المتجسد الذي يموت على الصليب ليرفع عن البشرية خطيئة آدم التي أخطأها وورثتها البشرية .

في الحقيقة الكتاب المقدس تحدث عن أن كل شخص يتحمل خيره وشره في نصوص مختلفة وحول تعاليم رسالة السيد المسيح :
– سفر ‫حزقيال‬ (إصحاح: 18/20): “الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن، بر البار عليه يكون، وشر الشرير عليه يكون”.
– سفر ‫التثنية‬ (إصحاح: 24/16): “لا يقتل الآباء عن الأولاد، ولا يقتل الأولاد عن الآباء، كل إنسان بخطيئته يقتل”.
– إنجيل ‫متّى‬ (19/14) أيضًا-عندما نهر تلاميذه أطفالًا- قال: “دعوا الأولاد يأتون إليّ ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات”.
كما تحدث عن المسيح :
-«طعامي أن أعمل مشيئة ‫الذي أرسلني‬ وأُتمِّم عمله» (يو 4: 34).
-(إنجيل يوحنا 5: 30) أَنَا ‫لاَ أَقْدِرُ‬ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا
-يوحنا 8:16 ( تعليمي ‫ليس من عندي‬ بل من عند الذي أرسلني)

ويختلف إيمان المسلم في اعتقاده حول خطيئة و طبيعة آدم نفسها خاضعة لإمكانية الخير والشر ، فلم يكن آدم ملاكًا ثم أخطأ فأصبح هو سبب فساد البشرية ، بل الطبيعة البشرية من الأساس لها الخير ولها إمكانية الشر .. آدم عليه السلام ليس متحكمًا بالطبيعة البشرية ؛ لأنه جزء منها ، حتى طبيعة الله بأنه ليس كمثله شىء كما تعبر آيات القرآن .
ويؤكد القرآن أن الشخص يتحمل خطأ نفسه ، وليس بحاجة لموت المسيح أو غيره ليرفع عنه الخطيئة :
ويضع الله قاعدة للبشرية : ” وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ” سورة فاطر ، جزء من آية ١٨ .. أي لا تحمل نفس آثمة ذنب نفس أخرى . ويؤكد الله أيضًا :” كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ” المدثر ، آية ٣٨ ، كما أوضحت آية البقرة ٣٧ ” فتلقى آدم من ربه كلمات ” أن هناك فرصة وعودة وتوبة مفتوحة لكل حي .

وهناك تحرير لأسئلة كثيرة لأي معتقد أو فلسفة أو فكر ، فالسؤال قيمة كبيرة تعني البحث والمعرفة :
ففي قصة الكتاب المقدس لدى أتباعه بأن هناك خيانة من أحد تلاميذ المسيح ويدعى يهوذا حيث قام بتسليمه لمن أرادوا صلبه ، ويفهم أتباع الكتاب المقدس أن يهوذا قام بعمل شيطاني ، والمسيح ليس بحاجة ليهوذا لتنفيذ صلبه ، بل استغل من وقع بيد الشيطان .
وعندما تردد في نفسك ( قام ذلك الإله من الموت ) هكذا يحتفلون ويقيمون الشعائر .. قام الإله من الموت = أعتقد ستعيد التفكير بالأمر مرة أخرى .
كما تسأل هل المسيح ينتظر حدث آخر ليقوم بالصلب والموت على الصليب ، من المفترض أن المسيح صلبه وموته من أجل فداء البشرية من الخطيئة التي قام بها آدم ، وليس كراهية أشخاص له ..
ومن المفترض أن يقوم الشيطان بوسوسة يهوذا ألا يقوم بتسليم المسيح حتى لا يقوم بفداء البشرية .. ومع افتراضنا عدم وجود يهوذا ، فيقوم الشيطان بدوره لمن قام بصلب المسيح – حسب معتقد المسيحي – بعدم صلبه ؛ حتى لا يفدي البشرية وحتى لا يضحي بنفسه من أجل البشرية ، ومن يضحي لا يموت ثم يعود .
وقد يجيب البعض بأن المسيح استغل الشيطان ودوره في صدور من صلبه ؛ كي يموت ويفدي البشرية .
ولكن .. هل جاء المسيح لينصب له محاكمة بالأرض باستغلال واجبار نفوس أشخاص على الذنب ؟ أم أنه مفترض أنه قضيته الصلب من أجل خطيئة آدم .
مما يترتب على ذلك أن المسيح يُصلب بذنب غيره وهذا يبعدنا عن الهدف الأساسي المعلن في الكتاب المقدس ، كما أن تم محاكمته محاكمة كراهية أشخاص غير التي تجسد من أجلها – خطيئة آدم – ..
على الأقل فكرة المسيح صلب من أجل خطيئة آدم غير واضحة تماما .

حتى أن الكتاب حكي في إنجيل يوحنا أن المسيح -عليه السلام- قال:
“والحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك، والذي أرسلته يسوع المسيح” (يوحنا 17/3-4)
* الجواب.. فأجابهم(المسيح) وقال: “لم أُرسَل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة” [23-24]

وهناك من يقدم تفسير” أنا والآب واحد” بحسب نظرته ، وهناك من يحاول فهمها داخل سياقها وداخل فكرتها في الإنجيل :
أجابهم يسوع: إني قلت لكم ولستم تؤمنون. الأعمال التي أنا أعملها باسم أبي هي تشهد لي، ولكنكم لستم تؤمنون، لأنكم لستم من خرافي كما قلت لكم: خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي، أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي، أنا والآب واحد .. يوحنا10/24-30 .
فالله يريد الخير للناس = يكون لها حياة أبدية يعني تدخل النعيم والجنة
والله أعطى ذلك للمسيح = الحياة الأبدية والهداية .. فالمسيح بدوره لم يُرسل إلا إلى بني بيت إسرائيل الضالة ؛ فيريد الهداية للناس = توصيل رسالة الله كغيره من الأنبياء والرسل.

ويأتي السؤال الأعظم في جوهره : كيف لا نعتقد في الله كاعتقاد وإيمان آدم ونوح وإبراهيم ، فهؤلاء رسل من عند الله ، فهل سنكون أفضل وأكمل إيمانا من أنبياء ورسل الله ؟

* ويمكنكم قراءة مقالة سابقة لي بذات الشأن ،بعنوان : الطهارة والغطاس الحقيقي في تعقل كلام السيد المسيح

حاتم عبد الحكيم عبد الحميد يكتب : الطهارة والغطاس الحقيقي في تعقل كلام السيد المسيح 


أتحدث حول طبيعة الله في الإسلام والمسيحية .

ومقالة أخرى ، بعنوان : قراءة مفقودة ؛ لأنهم يريدونك كما أنت ! .. حول التضحية والموت والفداء من أجل البشرية :
 قراءة مفقودة ؛ لأنهم يريدونك كما أنت ! بقلم : حاتم عبد الحكيم عبد الحميد

لا أستطيع توجيه أحد لإيمان وفلسفات وأفكار معينة ، ولكنني أحرض الجميع على القراءة والتدبر والتعقل الشخصي حتى لا ندخل في الغربة ، واقتبس فقرة من قصتي “خبرية عن الغربة” :
الغربة ليست فقط بعدك الجسدي عن الوطن أو محل ميلادك الأول فهي بالأصل قلة تواصلك السليم مع الأهل والرفقاء والمنطقة التي ترعرعت ” نشأت” فيها ، كما أنه قلة تعقل للإيمان الذي ورثته والأحكام التي تقوم بها على سبيل العادة ، ويضاف إلى ذلك تحويلك العالم المتسع والفسيح إلى عالم ضيق مصغر يخصك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى