منوعات

وكانَ الحصادُ وفيراً

في بصرتنا السخيةِ فتيةٌ ركبوا ظهورَ الأمنياتِ بعزمٍ وثباتٍ يهزّونَ جذعَ النخلةِ فتُساقطُ عليهم رطباً جَنيّاً ، الوعدُ سحابةٌ بدّدتْ غيومنا السودَ بمطرٍ أبيضَ تجمّعَ علىٰ منصاتِ التتويجِ وفاضَ علىٰ كُلِّ أرضنا التي أصابها الجفافُ فرتّقَ تشققاتها العنيدةَ وغرسَ فسائلَ الفرحِ والحبورِ معجونة بتلكَ الدموعِ المالحةِ الحناجرُ تصدحُ القلوبُ تخفقُ والأبصارُ شاخصةٌ في الملاعبِ وأمام الشاشاتِ الناقلةِ للحدثِ في لَمّةِ أحبابٍ من خليجنا الدافقِ ، حرارةُ لقاءِ الإخوةِ شحذتِ الهممِ وحّدتِ الرؤى نزعتْ ما في القلوبِ من غلٍّ واجتثّتِ الضغائن من صدورِ الوهمِ بعدَ نيّفٍ وأربعينَ سنةٍ من سنوات الجمرِ تجمّدَ هذا الحضنُ الدافِئُ بصقيعِ الجفاء ، اليوم عراقنا الشامخُ ينهضُ من بين الركامِ يطلّ علىٰ العالم براياتِ الحُبِّ والسلامِ ويدخلُ التأريخَ من بوّابةِ الفيحاء .

كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

      العِراقُ _ بَغْدادُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى