القصيدة الفائزة بالمركز الأول بمسابقة( البردة )
حباً وشوقاً لرسول الله
ووقوفاً على باب عظمته صلى الله عليه وسلم.
الشاعرة هبة الفقي مصر
( مُتَيَّمـةٌ بالّنــورِ )
أُعَــوِّدُ أَنْفـاسي عـلى شَهْقَــةِ اللِقــا
وأُطْـعِــمُ ثَـغْـــرَ الْأمْنِيــاتِ لِيَنْطِقــا
وأَدْري بأنَّ الشَّــوقَ خَيْــلٌ لِجامُهــا
سَيَبْقى على قَـدْرِ الْمَسافَــة مُرْهِقـا
تَطيــبُ قُلــوبُ التّـائِقيــنَ بِـدَمْعَــةٍ
فما بالُ قَلْبـي كُـلَّمــا تــاقَ أُحْــرِقـا؟
أُسافِـرُ مِـن ضيـقِ المْجــازِ قَصيـدَةً
تَشُـــقُّ خَيـــالاتٍ وتَعْبُــــرُ مَنْطِقـــا
تَمُــدُّ جَنــاحَيْهــا إلـى خَيْــرِ وِجْهَــةٍ
تُـراوِدُ مَعْنـىً فـي السَّمـــاءِ مُحَلِّقــا
مُتَيَّمَـــةٌ بالنّــــورِ مــازِلْــتُ خَلْفَـــهُ
أُرَبّــي جَميـعَ الْمُفْـــرَداتِ لِتــورِقــا
مُتَيَّمَــةٌ بالنّــورِ مُــذْ جـــاءَ سَيِّــدي
سِــراجًــا بأنــوارِ الْهِــدايَـةِ مُشْـرِقا
لأَجْــلِ جمـــوعِ الْعــاشِقيــنَ أَتَيْتُــهُ
وَحَــرْفـي بِأَزْهــارِ الْمَحَبَّـــةِ طُـوِّقــا
“مُحَمَّــدُ” وانْثالَــتْ بِشـاراتُ رَحْمَةٍ
وَأَيْنَــعَ فَجْـــرٌ بالسَّمــاحَــةِ والتُّقـى
” مُحَمَّـدُ” يا تاجًا على هامَـةِ الْوَرى
وَسَعْـدًا على خَـدِّ الْوُجــودِ تَرَقْـرَقـا
ويا لَبْنَــةَ الْحَــقِّ التـي اكْتَمَلَـتْ بِهـا
رِســـالاتُ رَبّـــي قَبْـــلَ أَنْ تَتَفَتّقـــا
مشيــتَ فلا ظِــلٌّ يحيطُــكَ إنَّمــا
هُــدىً مِـنْ ثَنِيّــاتِ الْجَمـــالِ تَدَفّقـا
مَحَــوْتَ جِــراحَ الْمُتْعَبيــنَ بِلَمْسَــةٍ
وأَحْييــت كَـوْنًا كـادَ يُهْلِكُـه الشَّـقـا
“ولَـوْ كُنْــتَ فَظًّـا” ما أتـاكَ مُهَـرْوِلاً
زَمـانُ الضَّنـى كَـيْ يَسْتَريحَ ويُعْتَقَـا
عَطـاشَـى وتُشْقينـا الْحَيـاةُ بِمِلْحِهـا
وشَهْـدُ الليـالي مــنْ أَكُفِّـكَ يُسْتَقَـى
فأَنْـتَ مِدادُ الضَّـوْءِ فـي كُلِّ مِحْنَـةٍ
وحُلْــمٌ بِبـــالِ الْمُعْجِـــزاتِ تَحَقَّقــا
نَبِـيٌ كَـســــاهُ اللهُ بُــــرْدَةَ طُهْـــــرِهِ
فَسـادَ علـى كُـلِّ الْخَـلائِــقِ وارْتَقى
وَدونَ رَســولِ اللهِ هَـــلْ ثَــمَّ جَنَّــةٌ
تُلَمْلِــمُ أَحْـــلامَ الْجِيــاعِ إلـى النَّقــا؟
علـى بـابِهِ قَدْ جِئْـتُ أَحْمِـلُ مُهْجَتي
قصيدًا بأَنْــــغامِ الْحَنيـــنِ تَــأَلَّقـــا
يَــدايَ تَضُمّـــانِ الْمَــدَى وبِأَضْلُـعي
كَــأَن فَضــــاءَ الْعـارِفيــــنَ تَعَلّقَــــا
ومِـنْ غارِ أشْجاني خَرَجْتُ ولَهْفَتي
تَـمدُّ لأنْـهـــــارِ النُّبُـــوَّةِ زَوْرَقـــــا
وروحـي تَهُـزُّ الْغَيْــمَ حَتّـى يَمَسَّهــا
سَــــلامٌ إذا رَقَّ الْحَبيــبُ وأشْفَقـــا
وفي زَحْمَةِ الْأشْواقِ مازالَ خافِقي
يُـراوِغُ حُـزْنًا فـي الـدِّمــاءِ مُعَتَّقـــا
يُـرَتِّـــلُ لِلْمُخْتــــارِ أنَّــــاتِ أُمَّتـــي
فيُعْجِـــزهُ معـنىً بفيــهِ تَمَـــزّقـــا
عُـراةٌ مِـنَ الْآمـالِ بَعْضُ مَشاعِـري
وحَسْبــي دِثــارٌ مِــنْ بهائِـكَ يُنْتَقـى
فكلُّ جِهـاتي دونَ وجهِـــكَ غُرْبَــةٌ
وصَـدْرُ زَمانـي صارَ بَعْـدَكَ ضَيِّقـا
فَيـا خَيْـرَ مَـنْ طـافَ السَّمـاءَ بِلَيْلَـةٍ
ويا خَيْـرَ مَـنْ بالْأَرْضِ آمَـنَ واتَّقـى
أتَيْتُــكَ فِـي كَفَّـي بَيــاض حَمامَـــةٍ
وجــذعٌ إذا طــال الغيــابُ تَشَوَّقـا
مُتَيَّمـَـــةٌ والْحُــــبُّ أَكْبَـــــرُ نِعْمَــــةٍ
فَطـوبى لِمَـنْ في دَربِ حُبِّـك وُفِّقـا
عَلَيْـكَ سَــلامُ اللهِ مِـنْ كُـلِّ عاشِــقٍ
رآكَ بِمِـــــرْآةِ الْفُـــــؤادِ وصَــدَّقــــا