اقتصادتقارير مصرية

قرية مصرية تستحوذ على نصيب الأسد من ياسمين العالم

تستحوذ مصر على نسبة كبيرة من الإنتاج العالمي من الياسمين، وتسيطر مع الهند على معظم الإنتاج العالمي من مستخلص الياسمين الذي يدخل في صناعة العطور في العالم، ويعود الفضل في ذلك إلى قرية مصرية.

والقرية هي شبرا بلوله التابعة لمركز القطور بمحافظة الغربية شمال القاهرة.

وتنتج القرية وحدها قرابة نصف الإنتاج العالمي من محصول الياسمين، وبحسب الاتحاد الدولي للزيوت والعطور بلغ إنتاج مصر من عجينة الياسمين 6 أطنان عام 2020، حيث يعد الياسمين عنصرا أساسيا في إنتاج العطور.

ويستخدم الياسمين المُصدر من قرية شبرا بلوله في صناعة أشهر العطور العالمية خاصة الفرنسية منها.

يقول المهندس محمد حسين الكرابيجي، الذي يمتلك أرضا لزراعة الياسمين في قرية شبرا بلولة ويعمل كمدير للتصدير في شركة الغربية ألوماتيك لإنتاج الزيوت العطرية، إن القرية تنتج أكثر من نصف الإنتاج العالمي من عجينة الياسمين.

ويضيف أنه يعمل في القرية وما جاورها قرابة 60 ألف شخص في هذه العملية.

القطاع الخاص ولا تتدخل الحكومة فيه، حتى باتت الشركات القليلة القائمة على إنتاج الزيوت العطرية هي المتحكمة في الأمر، فمثلا شجرة الياسمين من الممكن أن تعطي إنتاجا لمدة 180 يوم بدءا من شهر يونيو حتى نهاية ديسمبر، لكن الشركات الخاصة هي من تحدد بداية ونهاية موسم زراعة الياسمين وفقا لمصالحها، وهي من تحدد الأسعار، ومواصفات الاستلام، وهي من تتحكم في كل شيء تقريبا”.

وتابع: “توجد ثلاثة مصانع فقط في مصر تتحكم في المجال بأكمله، وهو ما قلل من القدرة الإنتاجية، بسبب ضعف استفادة الفلاح المصري الذي يزرع الياسمين من العملية، فمثلا الزيوت العطرية تباع لدول الاتحاد الأوروبي وفرنسا تحديدا بما يزيد عن 4 أو 5 أضعاف تكلفة إنتاجها في مصر، لكن 90 في المئة من عوائد زراعة الياسمين يذهب لمصانع الزيوت العطرية، وبالتالي لا يشعر الفلاح بأنه يستفيد من الأمر وينصرف عن زراعته إلى محاصيل أخرى أكثر فائدة له”.

وأردف أن: “المصانع استغلت حاجة السوق العالمي وقللت من جودة منتجاتها، وعندما ظهرت منافسة شديدة من الهند التي بدأت تزرع الياسمين، بدأت تتجه الأنظار إليها كبديل، خاصة مع وفرة العمالة لديها، وسعيها لحل بعض المشاكل التي تواجه زراعة الياسمين في مصر”.

ولحل هذه الأزمة دعا “الكرابيجي” الحكومة للإشراف على زراعة الياسمين في مصر وتنظيمها، وعدم تركها في يد أفراد قليلة تحتكر العملية، إضافة إلى تحسين أحوال الفلاح الذي يزرع الياسمين.

 

الياسمين وسيلة للجذب السياحي

ويلفت الكرابيجي إلى أن قرية شبرا بلولة بدأت في الآونة الأخيرة الاستفادة من عملية زراعة الياسمين فيها من الناحية السياحية، حيث يتم فيها تنظيم رحلات لزيارة للقرية، ومشاهدة زراعة الياسمين فيها، والمساهمة في الحصاد لو أراد الزائرون.

إضافة إلى معايشة حياة المزارعين خلال الزيارة، وطبيعة الطعام في القرية، وبالفعل بدأ الأمر يصبح مصدرا للجذب السياحي، حيث يصل قرابة 300 فرد للسياحة أسبوعيا، وهو رقم جيد من حيث البداية ويمكن التوسع فيه بعد ذلك، لنقوم بعمل مهرجان للورد أو لزراعة الياسمين بعد ذلك.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى